كتب – صموئيل العشاى:
كشف اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، عن معلومات جديدة تتعلق بالتعاون العسكري والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يتم استغلاله في تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قادة المقاومة في غزة وجنوب لبنان، وعلى رأسهم إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس.
أوضح اللواء محمد رشاد، الخبير في الأمن القومي، أن الولايات المتحدة لم تكتفِ بتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي لإسرائيل، بل قامت بتزويدها بمساعدات لوجستية فائقة التطور. من أبرز هذه المساعدات استخدام الأقمار الصناعية المتقدمة، التي يمكنها تحديد الأهداف بدقة تصل إلى 30 سم، مما يمنح إسرائيل قدرة غير مسبوقة على تنفيذ عمليات الاغتيال بدقة تامة.
وبيّن رشاد أن هذه الأقمار الصناعية تُستخدم لتتبع آلاف الأهداف حول العالم، ومن بينها قادة المقاومة في غزة وجنوب لبنان، وهو ما استفادت منه إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال عديدة خلال الفترة الماضية.
وأكد اللواء رشاد، الذي أسس وترأس غرفة عمليات حرب أكتوبر 1973، أن استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة قد أسهم بشكل كبير في نجاح إسرائيل في تنفيذ اغتيالات ممنهجة ضد قادة المقاومة.
ورأى رشاد أن إسرائيل لجأت إلى هذه الاستراتيجية بعد الفشل في تحقيق أهدافها العسكرية التقليدية، مما جعلها تتجه نحو استهداف الرموز القيادية للمقاومة، سعياً لإضعافها من الداخل.
وأشار اللواء رشاد إلى أن هذه الاغتيالات ليست مجرد عمليات عسكرية، بل تأتي ضمن استراتيجية سياسية تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين. الأول هو محاولة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، كسب رضا الشارع الإسرائيلي، الذي بات يطالب بنتائج ملموسة تبرر استمرار الحرب في غزة وجنوب لبنان، خاصة بعد سلسلة من الإخفاقات العسكرية والسياسية التي تعرض لها نتنياهو وحكومته.
وأكد اللواء رشاد أن الهدف الثاني هو تخفيف الضغط عن حكومته، التي أصبحت في موقف حرج بسبب الانتقادات المتزايدة من المعارضة والغضب الشعبي، مما يدفعه للسعي لإطالة أمد بقاء حكومته في السلطة.
وتوقع اللواء رشاد أن تستمر حكومة الاحتلال في استهداف رموز المقاومة، حفاظًا على مستقبلها السياسي المهدد بسبب الغضب المتزايد في الشارع الإسرائيلي.
وأعرب رشاد عن اعتقاده بأن القوى الدولية المناوئة لإسرائيل، والداعمة للمقاومة، لن تتخذ أي إجراءات ملموسة لوقف هذه الاغتيالات، وستقتصر ردود أفعالها على الشجب والإدانة، دون أي خطوات فعلية على الأرض.
الكشف الذي قدمه اللواء محمد رشاد يلقي الضوء على أبعاد جديدة للتعاون غير المعلن بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثير هذا التعاون على استقرار المنطقة ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة في ظل الصمت الدولي الذي يغلف هذه العمليات المثيرة للجدل، ويضع القوى الدولية أمام تحديات جديدة في كيفية التعامل مع هذا الصراع المتجدد.