صموئيل العشاي يكتب:
حادثة مفجعة تهز المنطقة
استفاقت المنطقة على خبر صادم باغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، داخل الأراضي الإيرانية. هذه العملية لم تكن مجرد حادث اغتيال اعتيادي، بل وقعت في ضيافة الجيش الإيراني، وتحديدًا في مبنى قدامى المحاربين. مما يضفي بعدًا جديدًا على هذا الحدث، فهو لم يكن فقط استهدافًا لشخصية مقاومة بارزة، بل يُعد تحديًا واضحًا لدول المحور الشيعي وعلى رأسها إيران.
دول محور المقاومة أمام تحدي الرد
من البديهي أن دول محور المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاستفزاز. فالتجاهل هنا ليس خيارًا مطروحًا، حيث أنه سيقوض مصداقية التهديدات التي أطلقتها تلك الدول ضد إسرائيل على مدار السنوات الماضية. الرد أصبح ضرورة لاستعادة هيبة هذه الدول أمام شعوبها وأمام العالم.
سيناريوهات الرد المحتمل
السيناريو الأول: ردّ كبير يقود إلى حرب شاملة
في حال قررت دول محور المقاومة الرد بشكل كبير وقوي، فإن ذلك سيؤدي بشكل حتمي إلى حرب شاملة في المنطقة. هذه الحرب لن تقتصر على الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل، بل ستجر خلفها حلفاء من كلا الجانبين. فحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية لن يقفا مكتوفي الأيدي، وسيتم زج المنطقة بأكملها في دوامة من العنف قد لا تُعرف نهايتها.
السيناريو الثاني: ردّ محدود يشبه الرد الإيراني السابق
من الممكن أن تلجأ إيران وحلفاؤها إلى ردّ محدود، يشبه ذلك الذي قامت به إيران بعد استهداف قنصليتها. يكون الهدف هنا هو إظهار الرد دون التصعيد إلى مستوى الحرب الشاملة، مع محاولة تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات. في هذا السيناريو، ستعود الأمور إلى ما كانت عليه بعد تنفيذ العملية، مع الحفاظ على ماء الوجه أمام الشعوب.
السيناريو الثالث: ردّ يحفظ ماء الوجه ويمهد لهدنة
هذا السيناريو يعتمد على تفاهمات مسبقة قد تكون قد تمت في الكواليس. إذ يمكن أن يكون الرد عبارة عن عملية محسوبة تُظهر القوة، ولكنها في الواقع تمهد الطريق لوقف إطلاق نار في غزة. سيخرج نتنياهو ليعلن لشعبه أنه حقق انتصارًا كبيرًا، فيما تستعد المنطقة لهدنة جديدة. هنا، يتم الحفاظ على ماء الوجه لكافة الأطراف، مع تجنب التصعيد الكبير.
زيارة نتنياهو والضوء الأخضر للاغتيالات
ما يعزز من احتمالية هذه السيناريوهات هو زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة. ومن المحتمل أن يكون قد حصل على الضوء الأخضر من واشنطن لتنفيذ اغتيالات لعدد من قادة حزب الله وحماس، ليخرج بعدها للعالم معلنًا “انتصار” إسرائيل في معركتها ضد المقاومة. هذا السيناريو يضع نتنياهو في موقف المنتصر، الذي استطاع أن يضرب خصومه في عمق أراضيهم.
جنون نتنياهو وحل حركة حماس
رغم كل هذه السيناريوهات، هناك رأي آخر يذهب إلى أن نتنياهو لن يتوقف حتى يحقق هدفه الأساسي وهو تصفية حركة حماس وإعلان نهايتها. فنتنياهو، الذي يتسم أحيانًا بالجنون في قراراته، قد يضغط على المقاومة حتى تصل إلى نقطة لا تستطيع فيها الاستمرار. ولكن بالنسبة لي فهذا الهدف يبدو بعيد المنال، فالواقع على الأرض يشير إلى أن الحركة لن تتخلى عن نهجها بسهولة.
ما هو مستقبل المنطقة؟
في ضوء كل هذه السيناريوهات، يبقى السؤال الأهم: كيف سترد دول محور المقاومة على هذا الاستفزاز؟ وهل ستحافظ على توازنها أمام هذه الضربة، أم ستجر المنطقة إلى حرب شاملة؟ في ظل هذا الوضع المتوتر، يبقى المستقبل غامضًا، والتوترات قابلة للتصعيد في أي لحظة.