كيف نجحت إسرائيل في اغتيال قائد كبير بحجم إسماعيل هنية على أرضها؟ أم أن الأمر كان نتيجة ترتيبات سرية بين الطرفين؟ رأس هنية مقابل شيء ما؟
هذه التساؤلات تلف بأذهاننا بعد الحادث المفجع. نعم، نختلف مع إسماعيل هنية في أفكاره، ولكن لا يمكننا إنكار أنه كان مقاوماً شرساً يدافع عن أرضه وشعبه في مواجهة قوة غاشمة.
فلسطين قدمت الملايين من الشهداء والجرحى، ولكن استشهاد إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، يذكرنا باغتيال الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتيل وهو على كرسي متحرك.
و كيف يتم انتهاك سيادة دولية ويتم اغتيال قائد كبير بحجم هنية في طهران؟ هل باعت طهران هنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي؟ لماذا لم توفر له الحماية الكافية؟
إسماعيل هنية، بطل فلسطين ورمز المقاومة، رئيس حركة حماس، اغتيل في طهران، وتركنا في حزن لا تسعه الكلمات. وُلِدَ إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ بقطاع غزة عام 1963، ونشأ في ظل الاحتلال والصعوبات اليومية التي تواجه الشعب الفلسطيني. منذ شبابه، التحق بالعمل الوطني والنضال، انضم إلى حركة حماس في سنواتها الأولى وأثبت براعته في القيادة والتخطيط.
إسماعيل هنية، البطل الذي قدم حياته من أجل القضية الفلسطينية، وكرس كل جهده وشجاعته لمقاومة الاحتلال الغاشم، لم يكن مجرد قائد، بل كان رمزاً للأمل والعزيمة والصمود. تولى رئاسة الحكومة الفلسطينية بعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006، وقاد حماس في أصعب الأوقات وأشدها تحديًا، بما في ذلك الحصار والهجمات العسكرية الإسرائيلية.
كيف تمكنت إسرائيل من تنفيذ هذا الاغتيال المعقد داخل إيران، التي تعتبر أحد أهم حلفاء حماس؟ هل كانت هناك خيانة داخلية؟ أم أن طهران تخلت عن هنية مقابل مصالحها السياسية والاقتصادية؟ هذه الأسئلة تطرح الكثير من الشكوك حول دور إيران في حماية قادة المقاومة الفلسطينية.
اغتيال إسماعيل هنية في طهران هو تصعيد خطير يحطم كل الآمال في سلام قريب، وينذر بتوسع نطاق الحرب والدخول في دوامات من العنف واللاعقل لن تنتهي في المدى المنظور، مما يؤثر على استقرار الإقليم المنهك من الأساس.
على الرغم من اختلافاتي معه في بعض الأمور، إلا أن خبر اغتياله أحزنني بشدة. لقد فقدنا بطلًا شجاعًا لم يتوانَ يومًا عن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والمطالبة بحريته. هنية كان دائمًا مدافعًا عن وحدة الصف الفلسطيني، وعمل جاهدًا لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة.
رحيل هنية خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية، ولكنه لن يثنينا عن مواصلة طريقه في النضال حتى تتحقق أهدافه. كان قائدًا ملهمًا لأجيال من الفلسطينيين، وستبقى ذكراه خالدة في قلوبنا ومسيرته منارة تهدينا في طريقنا نحو الحرية.
إن هذا الحدث يدعونا للتفكير بعمق في العلاقات الدولية والمصالح المتبادلة التي قد تدفع بعض الأطراف لاتخاذ قرارات مؤلمة وخطيرة. هل كان هناك اتفاق سري بين طهران وإسرائيل، حيث تم تسليم رأس هنية مقابل مصالح أخرى؟ أم أن هناك خيانة داخلية أدت إلى هذا الاغتيال؟
بغض النظر عن الإجابات التي قد تظهر في المستقبل، فإن استشهاد إسماعيل هنية يجب أن يكون دافعاً لنا لمواصلة النضال والمطالبة بالعدالة لشعبنا. يجب أن نبقى متحدين في مواجهة التحديات التي تواجهنا وأن نحافظ على روح المقاومة التي زرعها هنية في قلوبنا.