متابعات هاني فريد
سارع دبلوماسيون من الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، للتوصل إلى اتفاق يحول دون تفاقم القتال بين إسرائيل وحزب الله، ومنعه من التحول إلى حرب واسعة النطاق، بعد هجوم صاروخي على بلدة درزية في هضبة الجولان المحتلة من قِبل إسرائيل أودى بحياة 12 شخصًا وإصابة آخرين.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الأحد، عن مسؤولين عرب وأوروبيين مطلعين على الأمر، دون الكشف عن هوياتهم، أن الدبلوماسيين الأمريكيين تواصلوا مع نظرائهم في إسرائيل ولبنان، وتبادلوا الرسائل مع إيران، لمحاولة تهدئة التوترات.
وأشارت المصادر إلى أن جميع الأطراف أكدت حرصها على عدم توسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة، لكن فرص حدوث خطأ في التقدير لا تزال مرتفعة للغاية في الوقت الحالي.
واتهمت إسرائيل حزب الله المتمركز في لبنان، بتنفيذ الضربة الصاروخية، أمس السبت، وهددت برد قوي، حيث يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي، اليوم، لمناقشة كيفية الرد على الهجوم، على أن يكون الاجتماع بعد ساعات من عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من زيارته إلى واشنطن، وذلك بعد أن ضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالفعل عدة أهداف في عمق لبنان صباح الأحد، كرد فوري على الهجوم.
ونفى حزب الله علاقته ومسؤوليته عن الهجوم، الذي استهدف البلدة الدرزية في هضبة الجولان المحتلة، لكنه أعلن في الوقت ذاته مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات الأخرى التي استهدفت عدة مواقع إسرائيلية، بما في ذلك إطلاق صاروخ “فلق-1” على موقع عسكري إسرائيلي على بعد بضعة كيلومترات من مكان الهجوم.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إن هناك دلائل على أن الصاروخ بالفعل أطلقه حزب الله، مشيرًا إلى حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها، مضيفًا أنه من المهم منع تصعيد الموقف نظرًا لتأثيره على المدنيين على جانبي الحدود.
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، بعد وقت قصير من غارة أمس السبت، قائلًا: “نحن نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله ولبنان.. الهجوم تجاوز كل الخطوط الحمراء، وسيكون الرد وفقًا لذلك”.
وأكد جيش الاحتلال أن الغارة التي وقعت، أمس، كانت أكبر هجوم من حيث الخسائر المدنية شهدته إسرائيل منذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، والذي أشعل فتيل حرب إسرائيل المستمرة حتى الآن على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها نحو 40 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والسيدات.
ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، يأتي الهجوم في وقت حرج ليهدد الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لافتة إلى أن التصعيد بين إسرائيل و حزب الله قد يؤدي إلى تعطيل هذه المفاوضات التي توقفت منذ أشهر، ولكنها على وشك أن يتم استئنافها.