في قصة إنسانية تجسد أعظم معاني الوفاء والصداقة، عاش العامل المصري شوقي عباس سمان حياة مليئة بالعطاء والتفاني في المملكة العربية السعودية.
شوقي، الذي بدأ رحلته في السعودية وهو في سن الخامسة والعشرين، عمل مع رجل الأعمال السعودي المعروف بـ”السعود” لمدة أربعين عامًا، ليمثل نموذجًا رائعًا للعلاقات الإنسانية العميقة التي تربط بين شعبي مصر والسعودية.
بداية الرحلة والعمل بإخلاص
سافر شوقي عباس سمان إلى السعودية في ريعان شبابه، بحثًا عن فرصة عمل تؤمن له حياة كريمة.
فور وصوله، التقى برجل الأعمال السعودى، الذي رأى فيه الإخلاص والتفاني من اليوم الأول. بدأ شوقي عمله كعامل بسيط، لكن سرعان ما أثبت جدارته وأمانته، فأصبح أمينًا على مال رجل الأعمال السعودي وعرضه وأولاده.
علاقة تتجاوز العمل
لم تكن علاقة شوقي برب عمله علاقة عادية، بل تجاوزت حدود العمل لتصبح علاقة صداقة وأخوة. ساهم شوقي في تربية أبناء السعودي، وعلمهم قيم الأمانة والصدق، بل وقام بتحفيظهم كتاب الله، ليكون لهم خير صديق ومعلم.
نهاية الرحلة وعودة إلى الوطن
بعد أربعين عامًا من العطاء، قرر شوقي الذي بلغ من العمر خمسة وستين عامًا، العودة إلى مصر ليقضي ما تبقى من حياته في وطنه.
هنا، لم ينس رجل الأعمال السعودي فضل شوقي عليه وعلى أولاده. فقرر إقامة احتفالية كبيرة تليق بمقام هذا الرجل الوفي.
الاحتفالية والتكريم
جمع السعودي في الاحتفالية جميع أفراد عائلته وأبنائه وأحفاده، وألقى كلمة مؤثرة تكريماً لشوقي، معبراً عن امتنانه وشكره لما قدمه لهم طوال هذه السنوات.
وقدم له مكافأة مالية كبيرة تعينه على حياة مريحة في وطنه. ولم تقتصر الاحتفالية على الكلمات والهدايا، بل أصر السعود على تقبيل رأس شوقي أمام الجميع، في لفتة تعبر عن الاحترام والتقدير العميقين.
مغادرة تليق بملك
رافق رجل الأعمال السعودي وعائلته شوقي إلى المطار، في مشهد مؤثر يعكس عظمة العلاقة التي بنيت على مدى أربعة عقود. كانت لحظة وداع مشحونة بالمشاعر، حيث ودعه الجميع وكأنه ملك، وليس مجرد عامل كان في خدمتهم.
درس في الوفاء والعشرة الطيبة
تلخص هذه القصة معاني الوفاء والصداقة الحقيقة، حيث لا تقاس العلاقات الطيبة بالسنين أو بالمكاسب المادية، بل بالعشرة الحلوة، والوفاء، والصحبة الصادقة.
إنها قصة تعلمنا أن الأمان والونس اللذين نشعر بهما في قرب الأشخاص الذين نحبهم، هما ما يبقى في نهاية المطاف.
الخلاصة
من خلال هذه القصة الإنسانية، نرى أن العلاقات بين مصر والسعودية ليست مجرد علاقات دبلوماسية أو اقتصادية، بل هي علاقات إنسانية عميقة تتجسد في قصص الوفاء والعشرة الطيبة التي تجمع بين شعبي البلدين.