تدرس كامالا هاريس، المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، قائمة موسعة لمنصب نائب الرئيس، ولكن تركيزها منصب أكثر على قائمة مصغرة من 3 مرشحين. ونقلت “بلومبرغ” عن أشخاص مطلعين قولهم، إن القائمة المصغرة التي بحوزة هاريس، تشمل 3 مسؤولين منتخبين يتمتعون بـ”قبول وطني”، وهم عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا مارك كيلي، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم مينيسوتا تيم فالز.
وقال كيفن مونوز، المتحدث باسم حملة هاريس، إن نائبة الرئيس “وجهت فريقها لبدء فحص قائمة المرشحين المحتملين”، لكنه رفض تقديم تفاصيل بشأن هذه الأسماء. ومن المتوقع أن تعلن هاريس اختيارها بحلول 7 أغسطس المقبل، وهو موعد إعلان الحزب الديمقراطي عن مرشحه رسميًا في السباق الرئاسي.
تحفيز حملة الديمقراطيين
أدى التحول من بايدن إلى هاريس إلى تنشيط حملة الديمقراطيين، والتي جمعت ملايين الدولارات في شكل تبرعات منذ انسحاب الرئيس. والتحدي الذي يواجه هاريس هو الحفاظ على هذا الزخم عند اختيار نائب الرئيس. ومن شأن اختيار نائب الرئيس أن يعزز من قدرة الديمقراطيين على مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس في انتخابات نوفمبر.
مرشحين من الساسة البيض الذكور
ذكرت “بلومبرغ” أن أغلب المرشحين في قائمة هاريس هم من الساسة البيض الذكور ذوي الميول الوسطية سياسيًا، والذين بإمكانهم مساعدة هاريس على جذب الناخبين في الولايات المتأرجحة، فضلاً عن قادة الأعمال والمانحين.
المرشحين الثلاثة وقضاياهم
لدى المرشحين الثلاثة سجل حافل بمهاجمة ترمب وأسلوبه في السياسة. وقد اكتسب والز زخماً وسط الديمقراطيين التقدميين، بما يكفي لوضعه في أفضل موقع، وفق ما ذكرت المصادر المطلعة. ويمكن أن يحطم والز، وهو مدرس سابق وعضو سابق في الحرس الوطني، آمال ترمب في جعل ولاية مينيسوتا تنافسية، ويعكس بالتالي جاذبية فانس في منطقة الغرب الأوسط.
شعبية شابيرو وأريزونا كمعركة انتخابية
شابيرو هو حاكم له شعبية في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة والمهمة للغاية في الانتخابات، كما أنه يتميز بخطاباته القوية، وسبق له أن حقق نتائج جيدة خصوصاً في المناطق الريفية، التي تعد نقطة ضعف الديمقراطيين. كما تعد ولاية أريزونا ساحة معركة مرتقبة بين الجمهوريين والديمقراطيين في الانتخابات، فيمكن للسيناتور كيلي، أن يقلب المعادلة في هذه الولاية الحدودية التي اتخذت موقفاً معارضاً لبايدن بسبب قضايا الهجرة. زوجة كيلي، جابرييل جيفوردز، هي عضوة سابقة في الكونجرس، وأصبحت ناشطة في مجال السيطرة على الأسلحة بعد نجاتها من محاولة اغتيال في عام 2011.
بحث هاريس عن خيارات أخرى
تبحث هاريس عن خيارات أيضاً داخل إدارة بايدن، ومن بين المرشحين وزيرة التجارة جينا رايموندو، ووزير النقل بيت بوتيجيج، وفق “بلومبرغ”. وقال مسؤول في حملة هاريس، إنها تقيم الاختيارات المحتملة “بناءً على القيم السياسية المشتركة، بما في ذلك الاقتصاد والديمقراطية، وقدرتهم على العمل كشريك حاكم، وقيادة البلاد، إذا لزم الأمر”. ومن المرتقب أن تنشط هذه الأسماء المقترحة، حملات انتخابية في نهاية الأسبوع. وسيقوم شابيرو ووالز بحملات انتخابية في ولاياتهما، فيما يجري بوتيجيج جولة في ميشيجان وويسكونسن.
مواقف المرشحين المحتملين
لم يتحدث هؤلاء المرشحون المحتملون علنًا عن فرصهم لمنصب نائب الرئيس، رغم أن القليل منهم فقط من نفوا اهتمامهم بالوظيفة. وقال كيلي للصحافيين، الخميس، خارج مبنى الكابيتول في واشنطن، إن عملية الاختيار لا تتعلق به، مضيفاً: “لكنني دائماً عندما تتاح لي الفرصة للخدمة، فإنني أقوم بذلك”.
ثنائي هاريس-ويتمر
قال زعيم الأغلبية الديمقراطية السابق في مجلس الشيوخ توم داشل، في إشارة إلى حاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر التي قالت إنها لن تقبل منصب نائب الرئيس إذا طُلب منها ذلك: “أعلم أن الحكمة هي اختيار رجل أبيض، لا أختلف في أن وجود هذا النوع من التوازن بين الجنسين أمر جيد، ولكن إذا كنت تريد الرهان بقوة على الفوز، فيمكنك اختيار الثنائي هاريس-ويتمر، الذي من شأنه أن يثير حماس الكثير من الناس”.
واعتبر داشل، أن كيلي وشابيرو سيشكلان أيضاً “تبايناً رائعاً” في مواجهة فانس. وصفت عضوة مجلس الشيوخ لافونزا بتلر، وهي حليفة مقربة لهاريس، كيلي بـ”الذكي”، وقالت إن اختيار هاريس “سيعتمد على نوع علاقتها، ونوع التناسق والولاء الذي تشعر به مع من تختاره”.
دور نائب الرئيس في الحملة
يمكن لنائب هاريس المحتمل أن يساعد في تعزيز الحملة الانتخابية، وجمع الأموال نيابة عنها، مع تعزيز نقاط قوتها وتغطية أي نقاط ضعف. ويقول حلفاء نائبة الرئيس، أن الانسجام بين هاريس والمرشح المرتقب لمنصب نائب الرئيس لا يقل أهمية عن الصفات السياسية التي يمتلكها.
خطر “الاختيار المتسرع”
أدى صعود هاريس لتصبح المرشحة الديمقراطية المحتملة، بعد خروج بايدن من السباق، إلى تسريع عملية فحص المرشحين لمنصب نائب الرئيس، والتي تستغرق عادةً أشهرًا عدة. حذّر الديمقراطيون من التسرع في اختيار المرشح لنائب الرئيس، وشددوا على ضرورة أن يكون البحث شاملاً من أجل اكتشاف أي نقاط قد تؤثر على الحملة الانتخابية.
أهمية الفحص الشامل
واكتسبت هذه التحذيرات أهمية أكبر مع ظهور مقاطع قديمة للمرشح الجمهوري لنائب الرئيس جي دي فانس، وهو يدلي بتعليقات اعتبرت “مهينة” بحق النساء بلا أطفال، مما عرضه لانتقادات واسعة النطاق.
وقالت الخبيرة الاستراتيجية في الحزب الديمقراطي كارين فيني، إن “على فريق هاريس، ليس فقط إجراء فحص قانوني على المرشح، ولكن أيضاً على تغريداته وخطبه ومقاطع الفيديو.. يجب القيام بفحص عميق على المعلومات، والخلفية التي تمنح صورة شاملة عن الشخص”.
قيادة عملية الفحص
ذكرت “بلومبرغ”، أن المدعي العام السابق إريك هولدر هو من يقود عملية فحص سير المرشحين المحتملين. وقالت مصادر مطلعة على العملية، إن شركة هولدر للمحاماة، Covington & Burling LLP، لديها من 12 إلى 15 ملفًا للمرشحين، مما يُظهر أن هاريس وضعت قائمة أسماء موسعة في البداية.
التحديات والفرص أمام هاريس
الحفاظ على الزخم الانتخابي
بينما تستعد كامالا هاريس للإعلان عن نائبها المحتمل، تواجه العديد من التحديات التي قد تؤثر على حملتها الانتخابية. أحد أبرز هذه التحديات هو الحفاظ على الزخم الذي اكتسبته بعد انسحاب بايدن وجمع التبرعات الكبيرة. لذا، فإن اختيار نائب الرئيس يعد خطوة حاسمة لتعزيز هذا الزخم وضمان دعم أكبر عدد ممكن من الناخبين، خاصة في الولايات المتأرجحة.
التركيز على الولايات المتأرجحة
تلعب الولايات المتأرجحة دورًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويعد اختيار نائب الرئيس الذي يمكنه التأثير في هذه الولايات أمرًا بالغ الأهمية. على سبيل المثال، يمكن لمارك كيلي، السيناتور عن ولاية أريزونا، أن يعزز فرص هاريس في هذه الولاية التي أصبحت ساحة معركة رئيسية بين الجمهوريين والديمقراطيين.
تعزيز دعم القاعدة الديمقراطية
من المهم أيضًا أن يكون نائب الرئيس المحتمل قادرًا على جذب دعم القاعدة الديمقراطية. يعد تيم فالز، حاكم مينيسوتا، خيارًا جذابًا لهذه المهمة، حيث يتمتع بدعم قوي من الديمقراطيين التقدميين وقدرة على مواجهة ترمب في منطقة الغرب الأوسط. في المقابل، يمكن لجوش شابيرو، حاكم بنسلفانيا، أن يعزز دعم هاريس في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة بفضل شعبيته وخطاباته القوية.
الفحص الشامل للمرشحين
أهمية الفحص القانوني والإعلامي
تأتي أهمية الفحص الشامل للمرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس من الضرورة لضمان عدم وجود أي نقاط ضعف قد تؤثر سلبًا على الحملة الانتخابية. يتعين على فريق هاريس إجراء فحص قانوني دقيق بالإضافة إلى فحص تغريدات وخطب ومقاطع الفيديو للمرشحين، لضمان أن يكون اختيارهم خاليًا من أي مفاجآت سلبية.
قيادة إريك هولدر لعملية الفحص
يتولى المدعي العام السابق إريك هولدر قيادة عملية فحص سير المرشحين المحتملين. تمتلك شركة هولدر للمحاماة، Covington & Burling LLP، من 12 إلى 15 ملفًا للمرشحين، مما يُظهر أن هاريس وضعت قائمة موسعة من الأسماء في البداية. يعد هذا الفحص الشامل ضروريًا لاكتشاف أي نقاط ضعف قد تؤثر على الحملة الانتخابية وضمان اختيار المرشح الأكثر تأهيلًا.