عندما قرر محمود سلطان، الصحفي المعروف ورئيس تحرير جريدة “المصريون”، أن يزور سوق الإشارة بالإسماعيلية. كان ينوي شراء بعض الملوخية من سيدة مسنّة يعرفها منذ سنوات طويلة، والتي كانت دائمًا تبيع الخضروات في نفس السوق.
عندما وصل محمود إلى السوق، وجد السيدة جالسة بجانب طاولة صغيرة مغطاة بالأوراق الخضراء. كان وجهها يفيض بالحنان، وكانت تبتسم بطيبة قلب. قرر محمود أن يتوقف ليس فقط لشراء الملوخية، ولكن ليجلس بجانبها ويساعدها في تقطيع الأوراق.
بينما كانا يعملان معًا، استمر محمود في الحديث مع السيدة، متذكّرًا الأيام التي عرفها فيها، وأعرب عن تقديره لمثابرتها وحنانها. كان يساعدها بيديه بينما كانت تروي له قصصًا عن حياتها وتجربتها في السوق.
بعد فترة، نشر محمود صورة لهما على صفحته على فيسبوك، وكتب: “الست دي علامة جميلة من علامات سوق الإشارة بالإسماعيلية. نعرفها منذ ما يقرب من 25 عامًا. طيبة وحنونة وعفيفة ومحبوبة من الجميع. صباح اليوم اشتريت كيلو ملوخية وجلست بجوارها نقطفها معا.”
كان هذا الفعل البسيط تعبيرًا عن إنسانية محمود سلطان، الذي لم ينسَ أن القيم الإنسانية تتجلى في أبسط اللحظات اليومية. فقد أعطى وقتًا من وقته المزدحم لمساعدة شخص آخر، مما أعاد للأذهان أن البُعد الإنساني ليس مجرد شعار، بل هو سلوك حقيقي يُعبر عن عمق الروح وتقدير الآخرين.
هذه القصة البسيطة تعكس كيف يمكن أن تُحدث الأفعال اليومية البسيطة فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين، وتُذكّرنا جميعًا بأهمية الإنسانية في كل جانب من جوانب حياتنا.