شهدت إثيوبيا في الأسابيع الأخيرة هطول أمطار غزيرة تسببت في فيضانات وانزلاقات أرضية مدمرة. هذه الكارثة الطبيعية أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وفقدان المئات، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذه الكارثة وتأثيراتها الواسعة.
الأضرار الناتجة عن الكارثة
أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات كبيرة في مناطق مختلفة من إثيوبيا مثل عفر، الجنوب، وأجزاء من إقليم الصومالي. هذه الفيضانات تسببت في نزوح الآلاف وتدمير الممتلكات والبنية التحتية. في دير داوا، لقي العشرات حتفهم وأصيب المئات نتيجة لانهيارات أرضية ناجمة عن الأمطار.
تحليل الأسباب الجيولوجية
بحسب الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، فإن موسم الأمطار في إثيوبيا بدأ منذ يونيو وزادت شدته في يوليو مع توقعات بزيادة الأمطار في الأشهر المقبلة. وأوضح شراقي أن الأمطار الحالية أعلى من المتوسط في أماكن عديدة من إثيوبيا والسودان، وأن النشاط الزلزالي في منطقة الأخدود الإثيوبي ساهم في الانزلاقات الأرضية. هذا النشاط جعل الطبقات الأرضية المائلة تتشرب كميات كبيرة من مياه الأمطار، مما زاد وزنها وأدى إلى انزلاقها .
انجراف التربة والفيضانات
تحتل إثيوبيا المرتبة الأولى عالميًا في انجراف التربة، وهذا يرجع إلى طبيعة التربة والصخور في البلاد. المناطق المتضررة تختلف جيولوجيًا عن منطقة سد النهضة التي تفتقد للطبقات الرسوبية ولكنها تحتوي على صخور نارية ومتحولة عالية التحلل والتشققات، مما يجعلها عرضة للفيضانات والانهيارات الصخرية. هذه العوامل تزيد من مخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية في المناطق المتضررة.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
تأتي هذه الكارثة في وقت تعاني فيه إثيوبيا من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بما في ذلك التوترات السياسية والصراعات الداخلية التي تعيق جهود الإغاثة والتعافي من الكوارث الطبيعية. المناطق الجنوبية من إثيوبيا كانت قد تضررت من الفيضانات في أبريل ومايو خلال موسم الأمطار القصير، وتستمر الأزمة في التصاعد مع دخول موسم الأمطار الطويل منذ يونيو.
التوقعات والتدابير المستقبلية
تشير التوقعات إلى زيادة معدلات الأمطار في إثيوبيا والسودان في الأشهر المقبلة، مما يتطلب اتخاذ تدابير عاجلة لتقليل الأضرار المحتملة. الجهات الحكومية والمنظمات الدولية تركز على تحسين البنية التحتية وإقامة مشروعات لتصريف المياه وحماية المناطق السكنية من الفيضانات والانهيارات الأرضية.
خلاصة
إن الأمطار الغزيرة والانزلاقات الأرضية في إثيوبيا تسببت في أزمة إنسانية كبيرة تتطلب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والجهات المحلية. الجهود المبذولة يجب أن تركز على تحسين البنية التحتية وتقديم الدعم الإنساني للسكان المتضررين لضمان تجاوز هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة.