ليلة على الكورنيش: بداية القصة
يحكي جلال معوض، صديق الفنان عبد الحليم حافظ، عن عادة عبد الحليم في التوجه للتنزه ليلاً بالسيارة مرتديًا الجلباب والطاقية والشبشب، مبررًا ذلك بأن الشخص يجب أن يريح نفسه من البنطلون والحذاء بعد يوم طويل.
لحظة الشك: موقف مع عسكري المرور
في إحدى الليالي، بينما كان عبد الحليم يقود سيارته على الكورنيش، لفت انتباهه عسكري مرور يحدق فيه بارتياب. لم يمض وقت طويل حتى تقدم العسكري وسأله عن هويته ورخصة السيارة، متصرفًا وكأنه أمسك بلص سيارات.
الحل العجيب: إثبات الهوية بالغناء
بابتسامة هادئة، قال عبد الحليم للعسكري: “دقيقة واحدة وأنا أثبت لك أنا مين!”، ثم بدأ يغني بعضًا من أشهر أغانيه، مثل “أسير الحبايب يا قلبي يا دايب”، و”في يوم في شهر في سنة”، و”على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم”. واختتم بغناء مقطع من “يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي”، وسط دهشة العسكري الذي لم يستطع تصديق ما يسمعه.
التقدير العفوي: الجمهور يشهد
ما زاد من دهشة عسكري المرور هو تجمع عشرات السيارات على الكورنيش ليستمع أصحابها إلى عبد الحليم، مما جعل الموقف يتحول إلى حفلة غنائية عفوية.
الصداقة غير المتوقعة: تحول العلاقة
منذ تلك الليلة، أصبح عسكري المرور صديقًا لعبد الحليم حافظ. كان يزوره بلا موعد، وحصل على كرسي مخصص له في كل حفلات عبد الحليم. كما تكفل عبد الحليم بمصاريف أولاده الدراسية، وساعده في الانتقال من المعادي إلى إشارة كوبري أبو العلا. وتوسط أيضًا لتعيين ابنه الأكبر في وزارة الثقافة، وغنى في فرح ابنته هدى.
لمسة إنسانية: عبد الحليم حافظ الإنسان
هذه القصة تُبرز الجانب الإنساني للفنان الكبير عبد الحليم حافظ، الذي لم يتردد في مساعدة عسكري المرور البسيط وتحويل موقف عابر إلى صداقة دائمة مليئة بالمواقف الإنسانية والذكريات الجميلة.