يا عزيزي، متى بلغت مقام الإحسان، ستُدرك -حتماً- بأنك بشر، وتنعم باكتشاف انسانيتك، فلا أنت بالغ الجبال طولا، ولن ينشق لك البحر، و ستلهث وراء مُلهيات الدنيا الزائلة وزخرفها، لا عصا معك كتلك الموهوبة لموسى تشق لك بحر الحياة، ولا سفينة لك تنجيك من طوفان الدنيا، ولا كهف تأوي إليه منها، ولن يلقيك حوتها على ضفاف السلام، ستقاتل في اليوم ألف معركة، جلها معاركك مع ذاتك، واليسير منها لأجل حق أو خير أو محبة، فلا تنشغل ولا تلتفت عن السبيل وإن لم تُدرك غايته، فأنت هو الذي يُجاهد في معركة لم يبدأها ولن يحصل على غنائمها، مع أولئك الذين سيُكتب في كتابهم المكنون “أدركوا إنسانيتهم” .. فقط كن أنت أنت .