محمد هيكل يكتب:
فكرة المركزية الإفريقية
منذ فترة ليست بقصيرة، يتردد الحديث عن مشروع المركزية الإفريقية الذي يروج لفكرة أن مصر كانت تُحكم من قبل الحكام الأفارقة، وأن التغير في بشرة المواطنين المصريين هو نتيجة تعرضهم للاحتلال على مر العصور. على الرغم من أن الغرب يعلم جيداً كيفية نشأة الحضارة المصرية ويقوم بتدريس علومها في جميع جامعات العالم، إلا أن هذه الفكرة تجد طريقها للانتشار والتسويق بشكل مثير للجدل.
الاحتلال الناعم من الداخل
تتمثل خطورة فكرة المركزية الإفريقية في كونها نوعًا من الاحتلال الناعم الذي يُمارس على مصر من الداخل. يبدأ هذا الاحتلال بزرع الفكرة ثم بشيوعها عالمياً، حيث يتم الترويج لها عبر مختلف الوسائل مثل مجموعات السياح داخل المتاحف أو الحفلات الغنائية التي يحييها مغنون منتمون لهذه الفكرة.
تزايد عدد اللاجئين وتملك الأجانب
مع تزايد عدد اللاجئين بشكل مبالغ فيه ومريب، وتملكهم لشقق ومحلات تجارية، تبرز الحاجة الملحة لتعديل التشريعات المتعلقة بالتملك والاستثمار في مصر. يجب تطبيق قوانين تقضي بتحديد فترات محددة للتملك للأجانب بدلاً من منحهم حق التملك الدائم، مع إبداء مرونة تشريعية لإصدار القوانين المناسبة في الوقت المناسب.
مركزية الشر وتطابق المخططات
تدير مركزية الشر نفسها، التي تقف وراء كل كيان منشق ومحتل وديني، هذا المخطط بنفس فكرة المركزية الإفريقية. يتطابق هذا السيناريو مع زرع كيان مغتصب مثل الكيان الصهيوني، مما يجعل الكثيرين لا ينتبهون للخطر المحدق نظراً لضغوط المعيشة ودقة تنفيذ المخطط الشيطاني بنشر السم في المجتمع الدولي والتطبيق من الداخل حتى تظهر النتائج وفقاً للخطة.
دور أهل الجنوب في الدفاع عن الهوية
يأتي هنا دور أهلنا في الجنوب كخط الدفاع الأول عن تراثنا وهويتنا. يعيش هؤلاء في بلاد الذهب التي تُعتبر متاحف ومعابد مفتوحة، ويحفظون قصص أجدادنا وأسلافنا مثل مينا وتوت عنخ آمون وسيتي وهابي، وينقلونها جيلاً بعد جيل. لذا، يجب الانتباه والحذر من المخططات التي تُحاك لتدمير مصر واحتلالها من الداخل.
رفع الوعي الشعبي
بفضل الله ورجال مصر المخلصين، لن يتمكن المخططون من تحقيق مرادهم. لكن، يجب الآن توعية الشعب ورفع مستوى ثقافته لمواجهة هذا المخطط الخبيث. فالتنبيه الشعبي ورفع الوعي المجتمعي هما الخطوة الأولى للدفاع عن هويتنا وتراثنا ضد أي محاولة للتشويه أو الاحتلال الناعم.
إن مصر، بتاريخها العريق وحضارتها العظيمة، لن تكون لقمة سائغة لأي محاولات للنيل منها. يبقى واجبنا الوطني هو الدفاع عنها بكل ما نملك من قوة وعلم، والتصدي لكل من يحاول المساس بها.