ولدت كامالا هاريس في أوكلاند، كاليفورنيا. نشأت في أسرة ذات خلفية متعددة الثقافات؛ فوالدتها شيامالا غوبالان، كانت عالمة تاميلية هندية متخصصة بسرطان الثدي، هاجرت إلى الولايات المتحدة من مدينة مدراس بولاية تاميل نادو الهندية عام 1960 للحصول على درجة الدكتوراه في علم الغدد الصماء من جامعة كاليفورنيا في بركلي. أما والدها، دونالد هاريس، فهو أستاذ في علوم الاقتصاد في جامعة ستانفورد، هاجر من جامايكا في عام 1961 لإكمال دراساته العليا في الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بركلي. لكامالا شقيقة واحدة فقط تصغرها بالعمر، واسمها مايا هاريس. اختارت الوالدة أن تمنح كلتا طفلتيها أسماء سنسكريتية مستمدة من الأساطير الهندوسية بهدف الحفاظ على هويتهما الثقافية.
نشأت هاريس في مدينة بركلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، واعتادت منذ صغرها على ارتياد كنيسة السود المعمدانية، حيث رنمت مع أختها في جوقتها الموسيقية،
واعتادت أيضًا على ارتياد أحد المعابد الهندوسية. كانت والدة هاريس من طبقة البراهمة العليا في الهندوسية، وتعود أصولها إلى حي بيسانت ناجار في مدينة مدراس بولاية تاميل نادو الهندية.
وصفت شيامالا بأنها «ناشطة نسوية تعتبر النساء العاملات في غسيل الثياب ضحايا للعنف المنزلي». اعتادت هاريس، في فترة طفولتها، على زيارة أفراد أسرتها الموسعة في مدينة مدراس، وكانت مقربة جدًا من جدها لأمها «بي في غوبالان» الذي كان دبلوماسيًا هنديًا.
بدأت هاريس بارتياد روضة للأطفال خلال السنة الثانية من تطبيق برنامج مدارس بركلي لإلغاء الفصل العنصري في الحافلات المدرسية، والذي اعتمد على الاستخدام المكثف للحافلات، في محاولة لتحقيق التوازن العرقي في المدارس العامة في المدينة. كانت نسبة الركاب البيض في الباص الذي كان يقلها إلى مدرستها، قبل عامين من دخولها للروضة، 95%. انفصل والدا هاريس عندما كانت في السابعة من عمرها، ومُنحت الأم شيامالا حضانة الطفلتين. ذكرت هاريس أنّه لم يكن من المسموح لأطفال الجيران أن يلعبوا معها ومع شقيقتها، عندما كنّ يزرن والدهنّ في عطلة نهاية الأسبوع، لأنهنّ من أصحاب البشرة السوداء.
انتقلت هاريس، عندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، مع شقيقتها مايا ووالدتها إلى مدينة مونتريال الواقعة في مقاطعة كيبك الكندية، حيث عملت -فيما بعد- بوظيفة بحثية في المستشفى اليهودي العام، إضافة إلى عملها بالتدريس في جامعة ماكجيل. كانت هاريس تتمتع بشعبية كبيرة في مدرسة ويستماونت الثانوية في مدينة ويستماونت في مقاطعة كيبك. شاركت هاريس -في فترة مراهقتها- في تأسيس فرقة راقصة صغيرة تتكون من ستة راقصين، وأدت معها عددًا من العروض الراقصة في المراكز المجتمعية وفي الجمعيات الخيرية.
التحصيل العلمي والبداية المهنية
تخرجت هاريس من المدرسة الثانوية في عام 1981. التحقت بعدها بجامعة هوارد في واشنطن، باختصاص الاقتصاد والعلوم السياسية. انتُخبت لعضوية مجلس طلاب الفنون الليبرالية، فشاركت في محادثات الفريق، ونظمت برامج توجيه الشباب المحلي، وتظاهرت ضد الفصل العنصري، وانضمت إلى منظمة ألفا كابا ألفا. عادت هاريس بعد ذلك إلى كاليفورنيا، حيث حصلت في عام 1989 على درجة الدكتوراه في القانون من كلية هاستينغز للقانون في جامعة كاليفورنيا، وحصلت في عام 1990 على قبول في نقابة المحامين في ولاية كاليفورنيا. قررت هاريس، إيمانًا منها بحاجة العالم إلى «مدعين عامين أكثر وعيًا اجتماعيًا»، البحثَ عن وظيفة تمكنها من تطبيق القانون، لأنها أرادت أن تكون «موجودة على الطاولة حيث يتم اتخاذ القرارات».
في عام 1990، عُينت هاريس كنائب للمحامي العام في مقاطعة ألاميدا، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث لوحظ بأنها «مدعٍ عام صاعد». تخصصت في محاكمات الاعتداء الجنسي على الأطفال، بعد أن لاحظت صعوبة العمل على هذا النوع من القضايا بسبب ميل هيئة المحلفين إلى قبول كلام البالغين أكثر من قبولهم لكلام الأطفال.
الارتقاء في السلم المهني
عملت هاريس خلال هذه الفترة أيضًا بتدريس مهارات الدعوة السياسية في جامعتي ستانفورد، وسان فرانسيسكو. واعدت هاريس، بين عامي 1994 و 1995، رئيس جمعية ولاية كاليفورنيا حينها ويلي براون. بدأ براون بتقديم هاريس إلى شبكته السياسية، الأمر الذي زاد من ظهورها في الصحف المحلية وفي أعمدة المجتمع. كان براون، وفقًا لجاك ديفيس، مدير حملة براون الانتخابية لمنصب عمدة سان فرانسيسكو، «محبوبًا من قبل أفراد الطبقة ميسورة الحال.. وكانت هاريس خليلته، والتقت بهذه الطريقة جميع الأشخاص المهمين».
استقالت هاريس، في عام 1994، من منصبها في مقاطعة ألاميدا، إذ عينها براون في لجنة طعون التأمين ضد البطالة. يقُدر راتبها الذي كانت تتلقاه عن منصبها هذا بـ 100 ألف دولارٍ سنويًا، وعملت فيه لمدة ستة أشهر. ثمّ عين براون هاريس، أثناء فترة انعقاد دورة البطة العرجاء في الكونغرس الأمريكي، في هيئة كاليفورنيا للرعاية الطبية لمدة ثلاث سنوات. يُقال بأن اجتماعات اللجنة كانت تُغقد لمرة واحدة في الشهر فقط، وكان يُدفع لأعضائها أكثر من 70 ألف دولار سنويًا. تحدثت هاريس عن وظائف الرعاية هذه: «وُجدت فرص العمل هذه قبل ولادتي، لقد قمت بهذا العمل، سواء كنتَ موافق عليه أم لم تكن كذلك. عملت بجدّ لإبقاء مشفى سانت لوقا مفتوحًا. جلبت لهذه الوظائف مستوى جديدًا من المعرفة بالحياة ومن الحس السليم. أعني، في حال طُلب منك أن تكون في مجلس يعمل على تنظيم الرعاية الطبية، هل ستقول لا؟».
الانتخابات والفوز
في عام 2010، فازت هاريس في انتخابات المدعي العام لكاليفورنيا، وأُعيد انتخابها لنفس المنصب مرة أخرى عام 2014 بفارق أصوات كبير عن باقي المرشحين. في 8 نوفمبر من عام 2016، هزمت هاريس لوريتا سانشيز في انتخابات مجلس الشيوخ لتخلف السيناتور باربرا بوكسر المنتتهية ولايتها، وأصبحت بذلك ثالث امرأة تشغل مقعد السيناتور الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، وأول سيناتور من أصول هندية أو جامايكية. دعمت هاريس، بعد حصولها على مقعد مجلس الشيوخ، الرعاية الصحية ذات الدفع الفردي، ومشروع إزالة القنب من الجدول الأول للمواد الخاضعة للرقابة، إضافة لدعمها لإيجاد سبل لمساعدة المهاجرين غير المسجلين للحصول على الجنسية، ولقانون تطوير ورعاية وتثقيف المهاجرين القُصّر (المعروف اختصارًا باللغة الانكليزية بـ (DREAM ACT))، ولحظر البنادق الهجومية، ولتخفيض الأعباء الضريبية عن الطبقتين العاملة والمتوسطة مقابل زيادتها على الشركات وعلى ما نسبته 1% من الأمريكيين الأكثر ثراءً.
حقوق مجتمع الميم
أقر الناخبون في كاليفورنيا الاقتراح الثامن في عام 2008، وهو تعديل دستوري للولاية ينص على حصر الزواج الصحيح بين رجل وامرأة. طعن المعارضون هذا الاقتراح بعد الموافقة عليه بفترة وجيزة، ورفع زوجان مثليان دعوى قضائية ضد المبادرة في المحكمة الفيدرالية في قضية بيري ضد شوارزنيغر (التي عُرِفت لاحقًا باسم هولينغسورث ضد بيري). تعهد المدعي العام لولاية كاليفورنيا جيري براون وهاريس بعدم الدفاع عن الاقتراح الثامن في حملتهما لعام 2010. شاركت المدعية العامة كامالا هاريس في عام 2014 في رعاية تشريع لحظر الدفاع عند الذعر من المثليين والمغايرين في المحكمة؛ والذي أُقَرّ وأصبحت كاليفورنيا أول ولاية تملك مثل هذا التشريع. يهدف تشريع مثل هذا إلى التعامل مع جرائم الكراهية.
حملة الانتخابات الرئاسية
اعتُبِرت هاريس من كبار المنافسين والمرشحين الأوفر حظًا في الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020. نُقل عنها في يونيو عام 2018 قولها إنها «لا تستبعد ذلك». أُعلن في يوليو عام 2018 أنها ستنشر مذكرة كإشارة إلى احتمال خوضها الانتخابات. أعلنت هاريس رسميًا في 21 يناير عام 2019 ترشحها لمنصب رئيس الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020. سجلت هاريس خلال 24 ساعة من إعلانها رقمًا قياسيًا سجله بيرني ساندرز في عام 2016 لأكبر عدد من التبرعات التي جُمِعت في اليوم التالي من إعلان ترشيحها. حضر أكثر من عشرين ألف شخص حفل إطلاق حملتها الرسمي في مسقط رأسها أوكلاند في كاليفورنيا في 27 يناير، وذلك وفقًا لتقديرات الشرطة.
وبخت هاريس، خلال المناظرة الرئاسية الديمقراطية الأولى في يونيو عام 2019، نائب الرئيس السابق جو بايدن بسبب تصريحاته «المؤذية» التي أدلى بها، وتحدثت باعتزاز عن أعضاء مجلس الشيوخ الذين عارضوا جهود الاندماج في سبعينيات القرن العشرين، وعمله معهم لمعارضة النقل المدرسي الإلزامي. ارتفع دعم هاريس بما يتراوح بين ست إلى تسع نقاط في استطلاعات الرأي بعد هذا النقاش. واجه بايدن وعضو الكونغرس تولسي جابرد هاريس في المناظرة الثانية في أغسطس بشأن سجلها كمدعية عامة.
قيّمت صحيفة سان خوسيه ميركوري نيوز أن بعض اتهامات جابرد وبايدن كانت في محلها، مثل منع اختبار الحمض النووي لنزيل محكوم عليه بالإعدام، وذلك في الوقت الذي لم يُدقق فيه على الاتهامات الأخرى. وُضِعت هاريس في استطلاعات الرأي بعد هذا النقاش مباشرة. انخفضت أعداد استطلاعات الرأي الخاصة بها إلى أقل من 10% خلال الأشهر القليلة التالية. واجهت هاريس انتقادات من الإصلاحيين بسبب سياسات صارمة ضد الجريمة اتبعتها عندما كانت مدعية عامة في كاليفورنيا؛ وذلك في الوقت الذي تزايد فيه قلق الليبراليين بشأن تجاوزات نظام العدالة الجنائية؛ فعلى سبيل المثال، قرارها في عام 2014 بالدفاع في المحكمة عن عقوبة الإعدام في كاليفورنيا.
تشكلت قبل وخلال حملتها الرئاسية منظمة غير رسمية عبر الإنترنت تستخدم هاشتاغ كيه-هايف لدعم ترشيحها والدفاع عنها من الهجمات العنصرية والمميزة على أساس الجنس. تقول صحيفة ذا ديلي دوت إن جوي ريد هي أول من استخدم هذا المصطلح في أغسطس عام 2017 في تغريدة تقول فيها «عقدت أنا والدكتور جايسون جونسون ووزيرلينا ماكسويل اجتماعًا وقررنا تسميته كيه-هايف».
انسحبت هاريس في 3 ديسمبر عام 2019 من ترشيحها لانتخابات الحزب الديمقراطي الرئاسية لعام 2020، وأشارت بذلك إلى نقص الأموال. أيدت هاريس جو بايدن لاستلام منصب الرئيس في مارس عام 2020.
حملة نائب الرئيس
أيد أعضاء بارزون في الكتلة السوداء بالكونغرس فكرة قائمة بايدن-هاريس في مايو عام 2019. حقق بايدن فوزًا ساحقًا في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في ساوث كارولينا لعام 2020 في أواخر شهر فبراير بتأييد مراقب مجلس النواب جيم كلايبورن، وذلك مع المزيد من الانتصارات في يوم الثلاثاء الكبير. اقترح كلايبورن على بايدن في أوائل شهر مارس اختيار امرأة سوداء لتكون نائبة له؛ وعلق قائلاً: «يجب مكافأة النساء الأمريكيات من أصول أفريقية على ولائهن». التزم بايدن في مارس باختيار امرأة لتشغل منصب نائبته.
ردت هاريس في 17 أبريل عام 2020 على تكهنات وسائل الإعلام، وقالت إنه «من الشرف لها» أن تكون نائبة بايدن في الانتخابات. واجه بايدن دعوات متجددة لاختيار امرأة سوداء لتكون نائبته في الانتخابات، وذلك في أواخر مايو بعد وفاة جورج فلويد وما أعقب ذلك من احتجاجات ومظاهرات، فسلط ذلك الضوء على أوراق اعتماد هاريس وفال ديمينغز لتطبيق القانون.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 12 يونيو ظهور هاريس لتكون المرشحة الأولى لبايدن، وذلك لأنها المرأة الأمريكية الأفريقية الوحيدة التي تتمتع بالخبرة السياسية المثالية للمنصب. ذكرت شبكة سي إن إن في 26 يونيو أن أكثر من عشرة أشخاص مقربين من عملية بحث بايدن يعتبرون هاريس أحد المنافسين الأربعة الأوائل له، وذلك إلى جانب إليزابيث وارن وفال ديمينغز وكيشا لانس بوتومز.
أعلن بايدن اختياره لهاريس في 11 أغسطس عام 2020، وهي أول أمريكية من أصل أفريقي، وأول أمريكية هندية، وثالث امرأة بعد جيرالدين فيرارو وسارة بالين تُخترن كمرشحات لمنصب نائب الرئيس من قائمة حزب كبير.
الفوز بالانتخابات
تم الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن في السابع من نوفمبر عام 2020، وبذلك تكون هاريس هي أول امرأة من أصول ملونة نائبة لرئيس أمريكا.
الحياة الشخصية
هاريس متزوجة من المحامي دوغلاس إمهوف منذ 22 أغسطس 2014، والذي كان في وقت من الأوقات شريكًا في مكتب “Venable LLP” في لوس أنجلوس. هاريس هي زوجة أب لطفلي إمهوف من زواجه السابق من المنتجة السينمائية كرستين إمهوف. بلغت قيمة ثروة هاريس وزوجها 5.8 مليون دولار منذ أغسطس 2019. هاريس مسيحية معمدانية، عضو في الكنيسة المعمدانية الثالثة في سان فرانسيسكو، وهي جماعة من الكنائس المعمدانية الأمريكية في الولايات المتحدة. هاريس مواطنة أمريكية متعددة الأعراق، فأبوها جامايكي من أصل أفريقي ووالدتها هندية.
مايا هاريس، شقيقة هاريس، محامية ومحللة سياسية في إم إس إن بي سي. صهرها، توني ويست، هو المستشار العام لشركة أوبر ومسؤول كبير سابق في وزارة العدل الأمريكية. ابنة أختها، مينا هاري، هي مؤسسة حملة العمل النسائي الهائل والرئيسة السابقة للاستراتيجية والقيادة في أوبر.
عرف عنها دعمها لجماعة الإخوان المسلميين مثل كافة اعضاء الحزب الديموقراطي.