بعد مناوشات لم تصل حد المشادات، حظيت حكومة مدبولى بثقة مجلس النواب، والمجلس وافق على برنامجها.. يحقق طموحات المصريين.. ويدعو إلى التفاؤل!!.
أخشى أن الثقة البرلمانية المفرطة تترجم غلظة سياسية، على طريقة «لا يُغرينى مدح ولا يُسقطنى انتقاد.. جميعها آراء وأنا القرار».
صحيح، حظيت الحكومة بثقة المجلس.. وكان متوقعًا، وعليها أن تسعى حثيثًا لنَيْل ثقة الشارع.. وهذا صعب؛ ثقة النواب مستوجبة دستوريًّا، ثقة الشارع مستوجبة شعبيًّا، حكومة لا تحظى بالقبول الشعبى تعانى عيبًا خلقيًّا يُعجزها عن تحقيق ما تصبو إليه تكليفًا من قِبَل القيادة السياسية.
ليس خافيًا الامتعاض الشعبى الذى صاحب تشكيلة الحكومة، وعليه الرسالة (الأولى) لحكومة مدبولى (الثانية) إلى الشارع: «الأهم رضاكم.. غايتنا ثقتكم..»، وبعدها مباشرة، رسالة تفاؤل، رسالة أمل فى بكرة وبعد بكرة، دون هذه الرسائل الافتتاحية ستظل الحكومة أسيرة «الامتعاض الشعبى»، ما يُصعب مهمتها فى نَيْل الرضا العام.
أقول قولى هذا مع هجمة إلكترونية صاخبة صاحبت تشكيل الحكومة، والحط إلكترونيًّا على بعض وزرائها، ما أصاب البعض منهم بالإحباط السياسى مبكرًا، يرى البعض منهم صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد فى السماء.
معلوم «اليأس مرض مُعْدٍ»، ما يستوجب ارتداء كمامة الأمل، فيروس اليأس سريع الانتشار، وأعراضه خطيرة، ومنه فيروسات سياسية مصنعة فى أقبية استخباراتية خفية، عادة ما تشن هجمات إلكترونية (فيروسية) تيئيسية تستهدف نفسيات الطيبين بغرض إفقادهم الثقة فى الحكومة، ما يرتب رفضًا شعبيًّا لافتًا، وشعورًا طاغيًا بعدم الثقة فى أهلية الحكومة للاضطلاع بمسؤولياتها الثقيلة.
ما أخشاه أنهم يعمدون إلى نشر فيروس اليأس بين الناس وفق خطة ممنهجة تستهدف إشاعة الإحباط العام، ما يُخلف يأسًا، ويستوجب علاج الآثار النفسية المتوقعة والمترتبة على الإصابة بفيروس اليأس بإشاعة الأمل.
مهم جدًّا الحفاظ على المعنويات عالية، والهمم مرتفعة، وبريق الأمل يلمع، لو هناك مضاد حكومى ممتد المفعول، أظنها المعلومات على وقتها، فى التو واللحظة.
مطلوب عاجلًا توفير حد أدنى من المعلومات اليقينية التى تقى الطيبين من نقص المناعة، وتكبح تفشى حالة الإحباط واليأس التى تنتشر بفعل الشائعات بين الناس فى الطرقات.
صحيح لايزال طريق الشفاء طويلًا، ومستوجب تحصين المجموع من الإصابة باليأس، بإشاعة الأمل.. وإشاعة الأمل صنعة كما يقولون.
شيوع اليأس جد خطير، والعاملون على إشاعة أجواء اليأس ينشطون صيفًا، والخلايا الفيروسية النائمة تستيقظ، وترويج الشائعات بضاعة، والهرى بمعلومات مضللة مقصود لتشتيت الانتباه، وخلخلة البناء، وضرب الحلقة الشعبية الصلبة المتحلقة حول القيادة فى توقيت حساس.
ومع ندرة الخبراء المتحدثين الفاهمين سياسيًّا، ودخول المدعين على الخط، وتشوق الطيبين إلى معلومة يقينية تبل الريق، فى مثل هذه الأجواء المشوبة بالتوتر الوطنى لا يجوز ترك الجموع فى الطرقات دون خارطة طريق للمستقبل القريب لثلاث سنوات مقبلة.
قطْع الطريق على «الطابور الخامس» من الضرورات الوطنية، الطابور يتخفى بين الصفوف ناشرًا عدوى اليأس والإحباط، ويعمد اختراقًا إلى تفكيك الجبهة الداخلية، ويتحرك باحترافية، ويروج صورًا وهمية مضللة، ويهرف بأرقام عبثية لا تقف على قدمين، ولكن مع نقص المضادات الحيوية، أقصد المعلومات والأرقام اليقينية، يسود هؤلاء الفضاء الإلكترونى بفيروساتهم المُعدية.