صباح مشرق وفكرة جديدة
استيقظ الكاتب مأمون الشناوي في صباح يوم عادي، دخل الحمام لأخذ دش، وتناول فطوره المعتاد. بمجرد أن انتهى، قرر أن يرتدي بدلته الجديدة التي جاءته للتو من المكوجي. وبينما كان يرتدي الجاكيت، وجد في جيبها ورقة مكتوب فيها كلمات أغنية غريبة عليه. لم يكن هناك اسم أو رقم تليفون على الورقة، وكان مأمون متأكدًا من أنه لم يسمع هذه الكلمات من قبل.
الحيرة والاكتشاف
مأمون، في حيرة من أمره، قرر أن يسأل الفتاة التي تعمل لديه في المنزل عن الورقة وكيفية وصولها إلى جيب الجاكيت. الفتاة، بدت عليها علامات الارتباك والقلق، وراحت تعترف بكل شيء. أخبرته أن المكوجي الذي يحبها كان يرسل لها رسائل في ملابس مأمون الشناوي، وأنه بعد شجار بينهما، قرر أن يرسل لها هذه الأغنية في محاولة للمصالحة.
تعاون فني غير متوقع
قرر مأمون أن يستدعي المكوجي فورًا، ولكنه قبل ذلك اتصل بصديقه الملحن العبقري محمود الشريف ليشاركه هذا الاكتشاف. استمع محمود للكلمات وأعجب بها جدًا، وقال لمأمون أنها سكة جديدة عليه. رد مأمون بأنه لم يكتبها وأخبره بالقصة. جاء المكوجي وأكد أنه هو من كتب الكلمات ولم ينقلها من أحد، وأنه يمتلك الكثير من هذه الكلمات.
ولادة أغنية خالدة
اتفق مأمون والشريف مع المكوجي على تحويل الكلمات إلى أغنية تُذاع باسمه في الإذاعة. بدأوا في التفكير فيمن سيغني هذه الأغنية، وقرروا أنه لا يوجد أفضل من عبد الغني السيد، الذي كان في ذلك الوقت في غزة لتسجيل أغانٍ للإذاعة هناك. اتصلوا بعبد الغني السيد وأخبروه بأن يعود فورًا، لأنهم يمتلكون أغنية استثنائية.
النجاح الباهر
عاد عبد الغني السيد وسُحِر بالكلمات واللحن المجنون الذي وضعه محمود الشريف. وقف في استوديو الإذاعة وسجل الأغنية، التي أُذيعت وأصبحت بسرعة واحدة من أشهر أغانيه: “ع الحلوة والمرة مش كنا متعاهدين”. لكن الأهم في هذه القصة لم يكن عبد الغني السيد ولا مأمون الشناوي ولا حتى محمود الشريف، بل كان المكوجي “سيد مرسي” الذي تحول في لحظة إلى واحد من أبرز شعراء الغناء في مصر، تاركًا إرثًا من الأغاني الخالدة حتى وفاته في عام 1995.
الفن الأصيل لا يعرف غنيًا ولا فقيرًا
كانت هذه القصة درسًا بأن الفن الأصيل ينبع من القلب ويصل إلى القلوب، بغض النظر عن خلفية الشخص الاجتماعية أو مهنته. سيد مرسي، المكوجي الذي أصبح شاعرًا عظيمًا، يظل شاهدًا على قدرة الفن على تجاوز الحدود والقيود.