تجمع الأديان في قلب الأزبكية
في ليلة من ليالي القاهرة، وفي قلب حي الأزبكية، اجتمع نخبة من رجال الدين والفكر والفن والإعلام للاحتفال بتخريج دفعة جديدة من كلية لاهوت اكسبلورنيشنز للدراسات الكتابية والعلوم اللاهوتية. كان هذا الحفل المهيب برعاية الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، والذي أكد خلال كلمته على أهمية التعليم اللاهوتي في تقديم رؤية جديدة ومعالجة جذور المشكلات التي تواجه المجتمع.
التعليم اللاهوتي: أداة للتغيير والرؤية العميقة
في خطابه، شدد الدكتور القس أندريه زكي على أن التعليم اللاهوتي يجب أن يتعامل مع جذور المشكلات ويفهم أسبابها الحقيقية، مقدمًا رؤية جديدة وبعدًا أعمق. وأكد أن التعليم اللاهوتي يجب أن يكون بعيدًا عن الازدواجية الدينية التي تضر بالمجتمع وتعرقل التقدم.
وقال الدكتور القس: “السيد المسيح قدم تعليما لاهوتيا مغيرًا تغييرا حقيقيا، متجاوزًا حالة الازدواجية الدينية واستغلال سلطة الدين من بعض الجماعات حينها للسيطرة على الناس”. هذه الكلمات أكدت على أهمية التعليم اللاهوتي كأداة للتغيير الإيجابي والتأثير الفعّال في المجتمع.
حضور بارز لشخصيات مرموقة
شهد الاحتفال حضور شخصيات مرموقة من مجالات متعددة، مما أضاف للحفل رونقًا خاصًا. كان من بين الحضور نقيب الصحفيين الأستاذ خالد البلشي، والفنان فريد النقراشي، والكاتبة الكبيرة فاطمة ناعوت، والمستشار أمير رمزي، رئيس محكمة الجنايات ورئيس مجلس أمناء مؤسسة راعي مصر، بالإضافة إلى الإعلامي جورج رشاد مدير إدارة المذيعين بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري.
التنظيم والدعوة للحفل
نظم هذا الاحتفال الدكتور نادر ميشيل، مدير الكلية بمصر والشرق الأوسط وأوروبا، الذي بذل جهودًا كبيرة لضمان خروج الحفل بأفضل صورة ممكنة. كما حضر القس كمال لطفي، رئيس مجلس إدارة الكلية ورئيس مجمع المثال المسيحي، والدكتور فليب فرج، نائب رئيس مجلس الأمناء ومدير أكاديمية اكسبلورنيشنز للعلوم الإدارية، والدكتور القس جون سامي، رئيس مجلس أمناء الكلية وراعي الكنيسة الإنجيلية بالمعادي الجديدة.
التفاؤل بمستقبل التعليم اللاهوتي
في ختام الاحتفال، عبّر الجميع عن تفاؤلهم بمستقبل التعليم اللاهوتي في مصر، مؤكدين على أهمية استمرارية هذه الجهود التعليمية التي تسعى لبناء مجتمع قائم على الفهم العميق والإيمان الراسخ.
هذا الحفل لم يكن مجرد مناسبة لتخريج دفعة جديدة من الطلاب، بل كان رمزًا لتجمع الأديان والفكر والثقافة في قلب القاهرة، حيث تلاقى الجميع على هدف واحد هو خدمة المجتمع وبناء مستقبل أفضل.