المهندس «نجيب ساويرس» يغرد على «منصة إكس» (تويتر سابقًا)، مع قهوة الصباح وشاى المساء، بأريحية، دون حسابات لوقع التغريدات على جمهرة المتفاعلين.
تحسده، عنده صبر عجيب على مطالعة التعليقات، والرد عليها بردود تغلب عليها روح المرح والدعابة، وأحيانًا بـ «جدية بالغة»، ما يجتذب طائفة من المغردين، يشاكسونه، يجرون شكله، يتوفرون على استفزازه أو استلطافه، وفى الحالتين هو يغرد مغتبطًا.
ساويرس على «إكس» حالة تستلفت الانتباه، ويحوذ اهتمام الشبكات الإخبارية العالمية، تتابع تغريداته على مدار الساعة، وتصدرها كأخبار، تنشر تباعًا فى المواقع والمنصات الرقمية، ليت جريدتنا «المصرى اليوم» تتوفر على متابعته، ستحصد وفيرا من المشاهدات.
لماذا يفضل ساويرس الفضاء الإلكترونى بديلًا عن الفضاءات الأخرى، رغم ما يتعرض له أحيانا من فبركات مصنوعة، وهجمات من ميليشيات إلكترونية مدفوعة، وردود مجهولة تتسم فى بعض الأحيان بالغلظة (السخافة)!!.
رجل الأعمال نجيب ساويرس يتعرض كل حين لما يمكن توصيفه «تلقيح جتت» من بعض المتابعين، ما يضطره للتوضيح، والتبرير، وأحيانًا للتكذيب، وفى كل الحالات يتحول المنشور إلى خبر مثير.
أخيرًا، نشر أحدهم على منصة «إكس» صورة تجمع ساويرس مع رئيس الوزراء الإثيوبى «آبى أحمد»، وعلق عليها متسائلًا: «إيه الكلام دا يهندسة؟»، حيث كُتب على الصورة: «دفع ٢٠٠ مليون دولار.. اتهامات موجهة لنجيب ساويرس ببناء سد النهضة مقابل التنقيب عن الذهب فى إثيوبيا»!!.
صورة موجهة.. بإيعاز، لإحداث جلبة سياسية، وكأن ساويرس خارج على الخط الوطنى، باحثًا عن الذهب، لم يفوتها ساويرس، وفى منشور على «إكس»، ردًا على الصورة: «رديت ميت مرة، معنديش مناجم فى إثيوبيا، ولا أى علاقة بالسد والصورة قديمة».. «الراجل – آبى أحمد – كان لسه منتخب جديد قبل الخلافات معانا، ومروحتش من ساعتها».
هل هذا كاف لعكس الصورة، تعليق ساويرس أثار تفاعلًا صاخبًا على منصة «إكس»، لدرجة أن الصورة والتفاعل عليها حوّلها إلى خبر تصدر منصتين عالميتين، BBC، وCNN.
ساويرس هدفا، صورة نجيب مع «آبى أحمد» جاءت تالية لمنشور غريب يتحدث عن علاقة ساويرس بقائد قوات التدخل السريع فى السودان محمد حمدان دقلو «حميدتى».
لاحظ الإصرار على توريط ساويرس سياسيا، وفى سؤال ليس بريئا طرحه أحدهم على ساويرس تأسيسا على منشور مجهول على إحدى الصفحات المجهولة، يشى بعلاقة ساويرس مع «حميدتى» الصحيفة المجهولة تقول: «كشف النقاب أن نجيب ساويرس له علاقة خاصة مع حميدتى قائد قوات الانتشار السريع بالسودان، وأن هناك علاقات اقتصادية كبيرة بين ساويرس وقوات الانتشار السريع!!».
لاحظ الإصرار على الجمع بين ساويرس وقادة فى دول الجوار على خلاف مع القاهرة، ودفع المنشور أحد المتابعين لسؤال ساويرس عنه، فرد بعبارة بليغة «بص على البروفايل بتاعها وأنت تفهم.. أى كلام!!».
على طريقة اللبيب بالإشارة يفهم، ما يفهم من السياق، هناك تربص بساويرس على المنصات الإلكترونية تحديدًا «إكس»، وهذا ما يدركه المهندس تمامًا، لذا لا يفوتها لهم ويرد عليهم، الصاع صاعين كما هو عادته.
والسؤال ماذا يجنى ساويرس من وجع الدماغ هذا؟، ولماذا يعرض نفسه لمثل هذه فبركات سياسية مزعجة؟.. لا نطلب ردًا، فقط نسجل خطورة فحيح الأفاعى، تبخ سمًا زعافًا، ويقينا ساويرس بحوزته الترياق من السموم الإلكترونية!.