نقطة تحول في التاريخ المصري الحديث
تعد ثورة 23 يوليو 1952 نقطة تحول جوهرية في التاريخ المصري الحديث؛ إذ كانت انطلاقة لكل الثورات وحركات التحرر الإقليمية والعالمية، محققة نجاحات غير مسبوقة.
ضباط الأحرار .. أبطال الثورة
تحل الذكرى العظيمة لثورة 23 يوليو التي قادها “حركة الجيش” من الضباط الأحرار، أبطال الجيش المصري الوطنيين بقيادة العقيد جمال عبد الناصر. انحازت مطالب الثورة إلى الشعب وحققت إنجازات تعليمية، اقتصادية، اجتماعية، وسياسي
إنجازات الثورة
شملت هذه الإنجازات قرارات مجانية التعليم العام ومجانية التعليم العالي، مضاعفة ميزانية التعليم العالي، وإنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية. كما قضت على الإقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبنت حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطني قوي، وكانت نواة الجمهورية الأولى.
البيان الأول .. لحظة حاسمة
بعد نجاح الثورة، أذيع البيان الأول الذي لخص أسباب الثورة وأهدافها. فرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952. تم تشكيل مجلس وصاية على العرش، ورُحل الملك وأسرته إلى إيطاليا على متن يخته الخاص “المحروسة”.
مرحلة انتقالية .. وتغيير النظام
بعد نجاح الثورة، تم حل الأحزاب وإلغاء دستور 1923، والتزام بفترة انتقالية حددت بثلاث سنوات لنظام جمهوري جديد. تبنت الثورة فكرة القومية العربية وساندت الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار، وسعت لمحاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله في أفريقيا وآسيا.
مصر ودورها في عدم الانحياز
كان لمصر دور رائد في تأسيس حركة دول عدم الانحياز. ومن الإنجازات السياسية للثورة تأميم قناة السويس، توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عامًا من الاحتلال، وبناء حركة قومية عربية.
إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية
تمت إدارة الأمور في يد مجلس قيادة الثورة، ثم أُلغيت الملكية وأُعلنت الجمهورية في 1953. كُلف مجلس قيادة الثورة علي ماهر باشا بتشكيل الوزارة بعد إقالة وزارة الهلالي باشا. ثم قام الثوار بالاتصال بالسفير الأمريكي لإبلاغ القوات البريطانية بأن الثورة شأن داخلي.
أسباب قيام الثورة
تعددت أسباب قيام الثورة، منها استمرار الملك فاروق في تجاهل الأغلبية، الاضطرابات الداخلية، التدخل الأجنبي، الصراع بين الإخوان المسلمين وحكومتي النقراشي وعبد الهادي، وحرب فلسطين التي ورط الملك البلاد فيها.
ثورة بيضاء بدون دماء
تميزت هذه الثورة بأنها كانت بيضاء، لم ترق فيها الدماء، وقدم وجوها وطنية حظيت بتأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة الذين عاشوا حياة مليئة بالمرارة والمعاناة.
العصر الذهبي للطبقة العاملة
اعتُبرت الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة، فقضت على الإقطاع، وأممت التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب، وساعدت في إلغاء الطبقات بين الشعب المصري، وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء.
الإصلاح الزراعي وتحرير الفلاح
حررت ثورة 23 يوليو “الفلاح” بإصدار قانون الإصلاح الزراعي. لا تزال هذه الفترة الأساسية من تاريخ مصر الحديث مادة أساسية للتاريخ العربي ومرجعًا ثابتًا للحديث عن الدور الرائد للشعب المصري عبر العصور.