تصدرت أخبار محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عناوين الصحف العالمية، مما أثار موجة من التساؤلات حول الجهات المتورطة في هذا الهجوم الارهابي. كشفت التحقيقات عن تورط الشاب اليساري المتطرف، توماس كوركس، الذي تبين لاحقًا أنه تلقى تدريبه في أكاديمية بلاك روك، المملوكة للبليونير الأمريكي فرانك لاري. لكن الصدمة الكبرى جاءت عندما تم الكشف عن الشراكة القوية بين قطر وبلاك روك، وما تحمله من تداخل مصالح مع اليسار المتطرف في الولايات المتحدة.
هذه الشراكة لم تقتصر على المجال الاقتصادي، بل امتدت لتشمل دعم الأنشطة المشبوهة والمتطرفة، مما يطرح تساؤلات حول الدور الحقيقي الذي قد تلعبه قطر في تحريك الأحداث السياسية والأمنية على الساحة العالمية. في هذا السياق، سنستعرض في هذا التقرير تفاصيل العلاقة المعقدة بين قطر، بلاك روك، واليسار الأمريكي المتطرف، وكيف أسهم هذا التحالف في محاولة اغتيال ترامب، وما يحمله ذلك من دلالات على تأثير القوى الخفية في توجيه مسار الأحداث العالمية.
فضيحة اغتيال ومحاولات فاشلة
تزامنت فضيحة محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع توجيه أصابع الاتهام إلى الجهات التي قد تقف خلف المدعو توماس كوركس، اليساري المتطرف والعضو في حركة “أنتيفا”، الذي لقي حتفه على يد الشرطة السرية الأمريكية. وتكشف الوقائع أن كوركس، البالغ من العمر 20 عامًا، تلقى تدريبه في أكاديمية بلاك روك، المملوكة للبليونير الأمريكي فرانك لاري، الذي تهيمن شركته على كبرى الشركات الأمريكية في مختلف القطاعات.
إمبراطورية بلاك روك
يمتلك فرانك لاري سيطرة غير مسبوقة على وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية مثل CNN وFox وNBC، بالإضافة إلى شركات الأسلحة واللقاحات الكبرى مثل فايزر، ميرك، أسترازينيكا، وجونسون آند جونسون. هذا الاحتكار الإعلامي والصناعي يضع بلاك روك في قلب الأحداث المؤثرة على الساحة العالمية.
قطر وبلاك روك: شراكة في الظل
تعد قطر شريكًا رئيسيًا لبلاك روك في هذه الإمبراطوريات الإعلامية والعسكرية والصحية، بالإضافة إلى سيطرتها المشتركة على البنوك. ويعتبر هذا التعاون وسيلة لدعم الأنشطة المشبوهة والمتطرفة في عدة مناطق حول العالم. على سبيل المثال، يُعتقد أن إيران تتلقى الدعم المالي عبر ضمانات قطر وبلاك روك، بينما يُحتمل أن حركة حماس تتلقى الدعم عبر بنك باركليز وشبكة بلاك روك، حتى بعد هجمات السابع من أكتوبر.
التمويل والتأسلم السياسي
يُعتبر الدعم المالي والسياسي الذي قد توفره قطر وبلاك روك لحماس مثيرًا للجدل. بعد هجوم حماس على إسرائيل، وصلت أسهم مصنع الأسلحة BAE إلى مستوى قياسي، مما يعكس الاستفادة الاقتصادية من الصراعات. كما تعمل شركة BlackRock Inc.، وهي من كبار المساهمين في BAE Systems، على تعزيز عروض البنك المملوك لقطر لأثرياء العالم، مما يشير إلى تداخل المصالح المالية والسياسية.
قطر واستثماراتها البريطانية
وفقًا لتحقيق أجراه صحيفة “The Guardian”، يُعتقد أن قطر عبر شركات يملكها حمد بن خليفة وآل ثاني وزوجته موزا المسند اشترت عقارات بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني في بريطانيا. هذا الاستثمار يعزز من نفوذ قطر الاقتصادي والسياسي في الغرب.
السيطرة على العملات الرقمية
لم تتوقف سيطرة بلاك روك وقطر عند هذا الحد، بل امتدت إلى شركات العملات الرقمية، مما يعزز من قوتهما في المجال المالي والتكنولوجي.
محاولة اغتيال تكشف النقاب عن شبكة معقدة
تسلط محاولة اغتيال ترامب الضوء على شبكة معقدة من العلاقات والمصالح المشتركة بين قطر وبلاك روك. فالشاب المدرب في إحدى أكاديميات بلاك روك يمثل نموذجًا لتداخل المصالح بين الطرفين وتأثيرهما على الساحة العالمية.
الخلاصة
يظهر التحالف بين قطر وبلاك روك كقوة خفية قد تدير العالم من خلف الكواليس، مستفيدة من الأزمات والصراعات لتعزيز مصالحها. هذه المنظومة المعقدة تضعنا أمام تحديات كبيرة لفهم الديناميات الحقيقية التي تتحكم في العالم اليوم.
تساؤل
كيف يمكن للمجتمع الدولي التعامل مع هذه الشبكة المعقدة من المصالح التي تهيمن على العالم؟ وهل يمكن أن تكون هناك شفافية أكبر في كشف العلاقات الخفية بين القوى الاقتصادية والسياسية؟