لقد غادر القطار المحطة، ولا يستطيع أحد أن يوقفه، وأعتقد أن الأيام الأخيرة تقترب وصولاً إلى مواجهة حاسمة “غير تقليدية” وغير مسبوقة تاريخياً. دولة صربيا أعلنت عن قيامها بفحص مخزونها الاستراتيجي من النفط والدقيق والسكر، وذلك بناءً على توقعها أنه ستكون هناك حرب عالمية خلال ثلاث أو أربع أشهر! هذا ما صرح به الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش منذ أيام في مقابلة مرئية مع صحيفة (ديا ويلتوش DIA WELTWOCHE) السويسرية.
تصريح مرعب للرئيس الصربي
إن ما قاله الرئيس الصربي ليس عادياً بل مرعباً، فالرجل بكل صراحة حدد للحرب القادمة موعداً قبل نهاية عام 2024، وتحديداً خلال أربعة أشهر. وقد صرح أيضاً أن قطار الحرب غادر المحطة ولن يعيده سوى حل عقلاني عاجل من الغرب، مستبعداً بذات المقابلة أن يتصرف الغرب بعقلانية. بالطبع يقصد بالغرب الولايات المتحدة وحلف الناتو، وقد استفض في الشرح قائلاً: إننا نسير إلى حافة الهاوية.
تحديات الغرب وروسيا
بالمقابل، وجه فوتشيتش جانباً من حديثه عن أعز أصدقائه، وهو الرئيس فلاديمير بوتين، قائلاً إن الغرب “يظن” أن بإمكانه هزيمة روسيا عسكرياً على أرضها وهزيمة رئيسها بسهولة، لكن عبثاً بالطبع. مشيراً إلى أن الغرب يسعى لإنهاك الروس في أوكرانيا ثم محو روسيا من على الخريطة، وصولاً إلى السيطرة على الفضاء! وهذا كلام خطير جداً لأنه صادر عن رئيس دولة.
شروط التفاوض الروسية
ومؤخراً، ظهر الرئيس بوتين وحدد سقفاً لشروط التفاوض مع أوكرانيا، وهذه الشروط هي تنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا ونزع سلاحها واعتمادها مبدأ الحياد بعيداً عن الناتو والاتحاد الأوروبي. وهذا يعني إعلان كييف للاستسلام والهزيمة معاً. فهل تعلن أمريكا والغرب الاستسلام والهزيمة في أوكرانيا؟ بالطبع لن يفعل الغرب هذا!
تحذيرات من الجانب الأمريكي
على الجانب الآخر من العالم، صرح المرشح الرئاسي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية روبرت كيندي جونيور بأن علينا التعامل مع تصريحات الرئيس الصربي بجدية، وعلينا الحذر والاستعداد. وتشير تقارير إلى أن موسكو قررت أن لا تدخل العام 2025 وهي في حالة حرب، ما يعني أن عليها إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن وبكل الطرق والوسائل الممكنة. وهذا يعني التصعيد إلى الهاوية.
استعدادات صربية للحرب
وهنا نعود إلى تصريحات الرئيس فوتشيتش وقوله إن بلاده تستعد لهذه الحرب. والسؤال هنا: هل من الممكن أن تبدأ صربيا هذه الحرب؟ لننتظر ونرى.
ختاماً
إن هذه التصريحات والتحركات الدولية تضع العالم على حافة مواجهة غير مسبوقة، وتتطلب من جميع الأطراف المعنية البحث عن حلول عقلانية ودبلوماسية لتجنب كارثة قد تغير مجرى التاريخ. يجب أن نتعامل مع هذه التحذيرات بجدية ونستعد للأسوأ، مع الأمل بأن يسود العقل في نهاية المطاف ويجنب العالم ويلات الحرب.