متابعات هاني فريد
رأت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن إطلاق النار على تجمع انتخابي لـ دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا هو أحدث دليل مروع على تزايد أعمال العنف والتهديدات التي اجتاحت الخطاب السياسي المعاصر في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة -في تقرير أوردته اليوم الأحد- إنه يبدو أن البلاد -التي تشهد حالة من الغليان والاستقطاب بالفعل- تستعد لتوجيه الاتهامات المضادة، حتى مع بدء ظهور التفاصيل ذات الصلة بإطلاق النار.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أنها تبدو أول محاولة لإطلاق النار على رئيس أمريكي -حالي أو سابق- منذ نجاة رونالد ريجان من رصاصة في عام 1981، إلا أن اسم ترامب أصبح الآن على رأس قائمة مروعة من القادة البارزين الذين تعرضوا للعنف في السنوات الأخيرة.
ووفقا للصحيفة تشمل هذه القائمة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، التي تعرض زوجها بول للضرب في منزلهما في سان فرانسيسكو على يد مهاجم كان يبحث عنها. وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز (الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس)، الذي كاد أن يُقتل برصاص أحد المهاجمين خلال إطلاق نار جماعي عام 2017 على فريق البيسبول التابع للحزب الجمهوري في الكونجرس خارج واشنطن. ومن بين هذه القائمة أيضًا قاضي المحكمة العليا بريت كافانو، الذي زُعم أنه تم استهدافه بالاغتيال على يد رجل وصل إلى مسافة أقدام من منزل القاضي المحافظ في ماريلاند في منتصف الليل.
وأشارت (بوليتيكو)، إلى أنه في بعض الاتجاهات، تم تحديد عصر ترامب و بايدن من خلال حلقة فريدة من العنف السياسي التي اتسمت بها الفترة الانتقالية بين رئاستيهما بما في ذلك: هجوم 6 يناير على مبنى الكونجرس والذي نفذه حشد من أنصار ترامب الذين سعوا إلى منع جو بايدن من تولي منصبه. واجتاح الآلاف من مثيري الشغب المبنى، وكان بعضهم يسعى إلى العنف ويهددون باستخدام العنف ضد قادة الكونجرس ونائب الرئيس آنذاك مايك بنس، مما أدى إلى ضرب رجال الشرطة وإصابة الآلاف من الأشخاص الذين عملوا في المبنى بالصدمة.
ووفقا للصحيفة أدى الهجوم الذي تعرضت له عملية نقل السلطة إلى تنشيط محاولة بايدن لتصوير ترامب باعتباره تهديدا فريدا للديمقراطية ولا يمكن السماح له أبدا بالاقتراب من مقاليد السلطة مرة أخرى. وبينما قاوم بايدن المتشككين في حزبه في الأسابيع الأخيرة، حث الحلفاء على إنهاء القتال الداخلي وبدلا من ذلك “وضع ترامب في مركز الهدف” – وهي ملاحظة يتم تضخيمها حديثا من جانب حلفاء ترامب كدليل على الخطاب غير المسؤول.
وأوضحت الصحيفة أنه كما بلغت ولاية ترامب ذروتها باندلاع أعمال عنف سيئة السمعة في السادس من يناير 2021، اتسمت المرحلة الأولى من رئاسته بحادثة واحدة أيضًا: إطلاق النار في يونيو 2017 الذي كاد أن يقتل النائب ستيف سكاليس ويصيب عدة أشخاص آخرين.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الهجوم على ترامب يعد بالفعل لحظة حاسمة بالنسبة للبلاد وانتخابات عام 2024. وجاء ذلك على خلفية حكومة غارقة بالفعل في التهديدات التي أصبحت من الحقائق المميزة لوظيفة أعضاء الكونجرس والقضاة وغيرهم من المسؤولين البارزين. وتتخلل هذه التهديدات اندلاع أعمال عنف فعلية من حين لآخر، ولكن بشكل متكرر. أضافت أن القاضيين الذين يترأسان قضايا ترامب الجنائية في واشنطن العاصمة وفلوريدا – تانيا تشوتكان وأيلين كانون – تلقيا تهديدات بالعنف أدت إلى محاكمة جنائية ووضع القضاة تحت إجراءات أمنية على مدار 24 ساعة.
وأبلغت شرطة الكونجرس عن ارتفاع أعداد التهديدات الموثوقة ضد المشرعين والتي ابتلعت حصة متزايدة من موارد الإدارة. وفي أعقاب السباق الرئاسي لعام 2020، ظهرت تهديدات ضد مسؤولين محليين وحكوميين أقل شهرة مكلفين بالإشراف على الانتخابات.
كما تلقى كل من بايدن و ترامب تهديدات بالقتل أدت إلى ملاحقات قضائية فيدرالية، واستمرت التهديدات ضد ترامب حتى بعد تركه منصبه.
واختتمت الصحيفة مقالها قائلة إن مثل هذه التهديدات أصبحت بمثابة ضجيج مروع في الخلفية للحكومة الأمريكية والسياسة الأمريكية، ويقبل بها العديد من المسؤولين كثمن للاحتفاظ بالسلطة في عام 2024.
واستشهدت بتصريحات المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند في وقت سابق من هذا العام قال فيها: “إننا نشهد ارتفاعا مثيرا للقلق للغاية في التهديدات ضد أولئك الذين يخدمون الجمهور. إنهم يهددون نسيج ديمقراطيتنا”.