سينما هوليوود وتأثيرها على السياسية الأمريكية
احترفت السينما الأمريكية صناعة التشويق والإثارة في أفلامها، ونجحت في تسويق الجندي الأمريكي على أنه المنقذ للعالم من الأشرار. ولكن، الحقيقة الأكثر إثارة أن البطل الحقيقي هو الكاهن الفرعوني الذي قدم الحضارة للعالم وما زالت البشرية تلتحف خلف علومه. هذا التشويق السينمائي انتقل بسلاسة إلى عالم السياسة الأمريكية، وخاصة في الانتخابات الرئاسية.
ترامب: الرئيس المتهم
منذ الانتخابات الداخلية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث تفوق دونالد ترامب على منافسيه في الانتخابات الداخلية، كانت التهم تلاحقه من كل صوب، تسعى لحبسه ومنعه من خوض الانتخابات إلى الدرجة التي جعلت المراقبين يطلقون عليه لقب “الرئيس المتهم”. هذا التشويق لم يكن ليترك المشاهدين إلا مترقبين للمزيد من المفاجآت.
بايدن وترامب: مواجهة على مسرح السياسة
ما إن انتهى الحزب الجمهوري بتسمية ترامب رئيساً والاستقرار عليه، حتى تمسك الديمقراطيون بجو بايدن العجوز الطاعن في السن ليكون منافساً لترامب صاحب الكاريزمية والشعبية الواسعة، ليس في أمريكا فقط بل عالمياً أيضاً. عقدت المناظرة الشهيرة، حيث فشل بايدن في إقناع الجماهير، بينما ثبت ترامب شعبيته الكاسحة.
ميشيل أوباما وكامالا هاريس: بدائل محتملة
لكن الأمر لم يهدأ لدى الديمقراطيين. راحوا يعملون بإصرار على تغيير جو بايدن بميشيل أوباما، واجتمع صقور الحزب وصوتوا لها بنسبة 57%، إلا أن الفكرة لاقت اعتراضات واسعة كونها ستكون الولاية الثالثة لزوجها باراك أوباما. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل رشح بعض ممولي حملة بايدن، وهم المتحكمين الفعليين في الأمور، كامالا هاريس نائبة بايدن بدلاً منه في الانتخابات وسعوا لسحب بايدن من السباق.
إصرار بايدن وتحدياته
بايدن أصر على الاستمرار في السباق الرئاسي، مشيراً إلى أنه قادر على إدارة البلاد لمدة أربع سنوات كاملة. لكن الصحف الأمريكية خرجت لتتهم دونالد ترامب بأنه لا يصلح لقيادة أمريكا، وهذا الكلام لاقى صدى كبيراً لدى قطاعات من الجمهوريين غير المؤمنين بترامب كرئيس.
السياسة الأمريكية: سيناريو مفتوح
يبدو أن التشويق الأمريكي في صناعة الأفلام قد انتقل من شاشات هوليوود إلى مسرح السياسة، وأصبح صقور الحزبين الأمريكيين هم مخرجون لهذا السيناريو الذي لا نتوقع نتائجه حتى الآن. يبقى المشهد مفتوحاً، والجماهير تترقب بفارغ الصبر، ليصبح السباق الرئاسي الأمريكي أشبه بفيلم هوليودي، مليء بالتشويق والإثارة، يحمل في طياته الكثير من المفاجآت التي لا تنتهي.