فجعتنا الوفاة المفاجئة للاعب الكرة «أحمد رفعت»، وتبارى الكثير من الأطباء فى تفسير الوفاة المفاجئة، ولايزالون.
والأفجع يتجاهلون جهدا علميا مخلصا سبق، ومشروعا قوميا معتبرا يعالج قضية (الوفاة المفاجئة بين المصريين) تحت عنوان (انقذ حياة)، وكأن مصر لم تعرف هذا النوع من الوفيات، ما يهدر جهدا علميا معتبرا تجاهلا.
وصلنى ملخص لدراسة طبية معمقة من أستاذنا الفاضل الدكتور «شريف مختار»، رئيس الكلية المصرية لأطباء الحالات الحرجة، المشرف على مشروع «انقذ حياة»، فيها تفسير لتوالى الوفيات المفاجئة على نحو صادم.
يقول العالم الجليل: تنشأ خطورة السكتة القلبية من دراما الموت المفاجئ المرتبط بها، والتى تبدأ باضطراب نبضات القلب ليتوقف عن القيام بوظيفته فى ضخ الدم خلال (٦٠ دقيقة فقط).
التوقف المفاجئ الذى يصيب القلب يأتى فى الغالب بلا مقدمات، كما أنه لا يقتصر على مرضى القلب أو كبار السن، إذ يسقط ضحاياه من الشباب والرياضيين الذين لم يعانوا من قبل أى عوارض تكشف إصابتهم، ويفاجئهم موت القلب على أرض الملعب، أو بعد تمارين اللياقة، أو فى قاعات الدراسة.
الدراسة المنشورة المعتمدة والمنشورة محليا وعالميا، شملت أكثر من (٨٧٨٠) مصريا فى ٦ محافظات بين عامى (٢٠١٤ – ٢٠١٧)، وتبرهن على دور (الوراثة) فى الوفيات المفاجئة، فالاسم ولون العينين والبشرة ليسوا فقط ما ترث من عائلتك، أيضا خطر تعرضك للموت المفاجئ «وراثيا»، سيما لو صاحبه ثلاثى الخطر (السكر والضغط ودهون الدم).
وتراوحت الفئة العمرية للمشاركين بين (٤ و٨٠ سنة)، ٦٥٪ منهم إناث و٣٥٪ذكور، واللافت أن (٣.٥٪) من المشاركين يمتلكون تاريخا أسريا للوفاة المفاجئة.
جاء فى صدارة عوامل الخطر التاريخ الأسرى للإصابة بسكر الدم بنسبة (١٤٪)، تليه القرابة بين الوالدين بنسبة (١٢.٧٪)، والتاريخ الأسرى للإصابة بالضغط وأمراض الشرايين التاجية بنسبة (٥٪ و١٢.٢٪)، فيما شكلت إصابة الشخص نفسه بمرض الضغط والكوليسترول والسكر والتدخين نسبا أقل تراوحت بين (٤-٧٪).
وفقا للأبحاث الدولية و(نتائجنا)، فإن وجود تاريخ عائلى يضم وفيات مفاجئة، سيما بين أقارب صغار السن، وكذا تضخم القلب الوراثى والاعتلال الكهربائى، يعتبر من أهم المؤشرات على التعرض للموت المفاجئ.
ويزيد هذا المؤشر من الارتباط بباقى عوامل الخطر، حيث كانت الحالات التى تعانى من السمنة أكثر ارتباطا بين أصحاب التاريخ الأسرى للوفاة المفاجئة بنحو (١١ مرة).
وهو ما يمتد ليشمل كلا من الإصابة بارتفاع الدهون الضارة بالدم بنحو (٩ مرات) ومرض الضغط والسكر بنحو (٦ و٧ مرات)؛ وهو ما يعنى أهمية إجراء المسح الطبى لأفراد الأسر المعنية..
منذ العام ٢.١٨ وحتى الآن، مشروع «انقذ حياة» استطاع الوصول إلى نحو أكثر من (١١ ألف مشارك) عن طريق القوافل الطبية الموزعة طبقا للتوزيع الجغرافى لـ ٩ محافظات «شمال وجنوب الصعيد والمدن الساحلية والدلتا وسيناء».
الدكتور شريف مختار يشير إلى أن خطر الإصابة بالسكتات القلبية تزداد تعقيدا فى مصر، نتيجة عدم وجود إحصائيات عن حجم المشكلة وأعداد المرضى المعرضين للإصابة بصورة حقيقية..
ويأمل الدكتور شريف خلال المراحل القادمة فى تغطية باقى الدلتا والقاهرة ضمن عينة البحث، لتوفير بيانات أكثر عن تباين الإصابة ومسبباتها وفقا للتوزيع الجغرافى والفئات العمرية والنوع.
ومن هنا أهمية المشروع القومى لمواجهة مخاطر السكتة القلبية، ما يستوجب دعمه، بهدف توفير أرقام حقيقية عن الإصابة بالموت المفاجئ ومسبباته بين المصريين.