البدايات والطفولة
ولدت كاريمان محمد سالم في عام 1936 لأب من أصول لبنانية وأم مصرية. تلقت تعليمها في مدرسة الليسيه، حيث كانت معروفة بجمالها ودلالها. منذ صغرها، أُدخلت كاريمان إلى عالم برامج الأطفال مع بابا شارو وشاركت في مسرح المدرسة.
الانتقال إلى الشاشة الكبيرة
خطوة كاريمان الأولى نحو النجومية جاءت عندما رأت إعلاناً للمنتجة آسيا، التي كانت تبحث عن بطلة لفيلم “الحموات الفاتنات”. بتفوقها في المسابقة، حصلت كاريمان على الدور وباتت بطلة أمام نجوم كبار مثل كمال الشناوي، ماري منيب، وميمي شكيب وهي في السابعة عشرة من عمرها فقط.
تألق سينمائي
بعد نجاحها في “الحموات الفاتنات”، انطلقت كاريمان في عالم السينما وأصبحت وجهًا مألوفًا في العديد من الأفلام. من بين أعمالها المميزة فيلم “أمريكاني من طنطا”، الذي كان مفقودًا حتى تم العثور على نسخة نادرة منه مؤخرًا، وفيلم “موعد مع إبليس” مع زكي رستم ومحمود المليجي، اللذين يعتبران من أقوى الممثلين في السينما المصرية.
الأدوار الشهيرة
من أشهر أدوار كاريمان كانت في فيلم “علمني الحب” حيث لعبت دور صاحبة البطلة مع إيمان وسعد عبد الوهاب وأحمد رمزي، وكذلك دور كوثر الماسخة في فيلم “تمر حنة” مع نعيمة عاكف وأحمد رمزي ورشدي أباظة.
كما شاركت في “شهر عسل بصل” مع إسماعيل ياسين وماري منيب، وفيلم “الفانوس السحري” مع إسماعيل ياسين، الذي كان دائماً يجلب بطلات جديدات لأفلامه بسبب شهرته الواسعة.
الاعتزال والحياة الأسرية
على الرغم من نجاحها، لم تكن كاريمان ترى التمثيل كمهنة جدية، بل كنوع من اللهو. في مقابلة مع الزميلة زينب عبد اللاه، قالت: “أهه اتدلعت شوية واشتغلت فى الفن فترة وبعدين قلت سلام عليكم”. اعتزالها الفن كان مرتبطًا بفترة النكسة في 1967 وزواجها، حيث كانت تتفرغ لبيتها وابنها الوحيد شيرين.
الحياة بعد الفن
كاريمان لم تكن تشكل صداقات في الوسط الفني، حيث كان والدها يوصلها إلى مواقع التصوير ويعيدها إلى المنزل. وبعد زواجها، وجدت راحتها في الحياة الأسرية، وقررت التركيز على بيتها وزوجها وابنها شيرين، مختفية عن الأنظار منذ عام 1967 حتى وفاتها في العام الماضي.
مشهد لا يُنسى
من المشاهد التي لا تُنسى لكاريمان كان مشهدها مع الفنان سراج منير في فيلم “تمر حنة”، عندما اشتكت له قائلة “يا اونكل، البنت دي بتقولي يا ماسخة”، فرد عليها متسائلاً “أنتي عارفة ماسخة دي يعني إيه؟” فقالت له “لا”، فرد ضاحكاً “ولا أنا”.
كاريمان محمد سالم، قصة نجمة سطعت في سماء السينما المصرية لفترة وجيزة، ثم اختارت الحياة الأسرية والهدوء، تاركة خلفها بصمة لا تُنسى في قلوب محبي الفن.