متابعات هاني فريد
يشهد العالم موجة من القلق بسبب التغير المناخي الذي تتعرض له الكرة الأرضية بشكل متسارع، مما يثير تساؤلات حول الانعكاسات المحتملة لهذا التغير، الأمر الذي دعاء بعض العلماء التوقع بأن هذا التغير المناخي قد يؤدي إلى العديد من الكوارث، بما في ذلك الزلازل والبراكين والأمراض والأوبئة.
أثر التغير المناخي
ويعتبر العلماء أن الزلازل من الكوارث الطبيعية الأكثر غموضاً والأشد رعباً بسبب قدرتها على التسبب في عدد هائل من القتلى والجرحى في غضون دقائق معدودة أو حتى ثوانٍ قليلة.
ووفقًا لتقرير نشره موقع ‘لايف ساينس’ المتخصص في أخبار العلوم والتكنولوجيا، وعلى الرغم من أننا قد نملك فكرة عن توقيت بعض الكوارث الكبرى، إلا أن بعض الزلازل يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى تدمير المدن وخلق كوارث ثانوية مثل الحرائق والانهيارات الأرضية وأمواج تسونامي.
ويشير التقرير إلى أن التغير المناخي، الذي قد يزيد من وتيرة الزلازل، يساهم أيضاً في تفاقم الكوارث الطبيعية الأخرى مثل حرائق الغابات والأعاصير.
أخطر أنواع الزلازل
أكبر وأخطر أنواع الزلازل هو ‘الزلزال التكتوني’، الناتج عن حركة الصفائح التكتونية، وهي ألواح صخرية ضخمة تشكل قشرة الأرض والوشاح العلوي.
وتتحرك هذه الصفائح بفعل الحرارة المنبعثة من أعماق الأرض، وتحتك ببعضها البعض مما يزيد الضغط حتى يصل إلى نقطة الانهيار، فتتحرك الصفائح فجأة وتطلق طاقة تسبب الزلازل.
ذوبان الأنهار الجليدية
تذوب الأنهار الجليدية بوتيرة متزايدة مع ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يزيد من مخاطر حدوث الزلازل.
بدوره، أكد جون كاسيدي، عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الكندية وجامعة فيكتوريا، أن تدفق مياه الأنهار الجليدية الذائبة من الأرض إلى البحر يؤدي إلى ارتفاع الأرض التي كانت تحتها، مما يمكن أن يتسبب في حدوث صدوع زلزالية.
من جهة أخرى، يثير ذوبان الأنهار الجليدية القلق بسبب إمكانية ارتفاع مستوى سطح البحر، خاصة أن ارتفاع مستوى سطح البحر يزيد من الضغط تحت الماء في قاع البحر، مما يزيد من الضغط على خطوط الصدع القريبة من الساحل.
يضيف بونهوف أن العديد من الزلازل متأخرة في دورتها الزلزالية، بما في ذلك تلك المتوقعة بالقرب من سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، مما يعني أن أي زيادة طفيفة في الضغط قد تكون كافية لإحداث الزلازل.
حتى لو توقفنا عن استخدام الغازات الدفيئة الآن، سيستغرق الأمر ما يصل إلى 1000 عام حتى يتوقف ارتفاع مستوى سطح البحر. وخلال هذه الفترة، ستصبح الفجوات بين الزلازل الساحلية الكبيرة أقصر، مما يزيد من خطورتها بفعل التغير المناخي.