اللواء الراحل عمر سليمان، رجل الاستخبارات القوي والنائب السابق لرئيس الجمهورية، أطلق جملة أثارت جدلاً واسعاً وما زالت تُذكر حتى اليوم: “الشعب غير مؤهل للديمقراطية”.
ورغم الهجوم الضاري الذي تعرض له بسبب هذه العبارة، لكن الايام اثبتت صدق هذه العبارة، وهو الجملة التى تحمل في طياتها الكثير من الدلالات التي يمكن مناقشتها وتحليلها بموضوعية.
ما قاله اللواء سليمان يبدو صادماً للبعض، ولكنه حقيقيا في بعض المجالس المنتخبة مثل الاتحادات الرياضية. إذ تهم الفاسدين بالقدرة علي الوصول لهذه المناصب. وهذه المشكلة تعلق بوعي الناخبين وكيفية استخدامهم لحقوقهم الديمقراطية.
عندما ننظر إلى الاتحادات الرياضية، نجد أنها غالباً ما تكون محاطة بالفساد والمحسوبيات. الفائزون في هذه الانتخابات ليسوا دائماً الأفضل أو الأكثر كفاءة، بل هم الذين يستطيعون التلاعب واستغلال نفوذهم لتحقيق مكاسب شخصية.
هذا الأمر يضعف الثقة في العملية الديمقراطية ويجعل منها أداة في أيدي الفاسدين.
الديمقراطية الحقيقية تتطلب وعى سياسي. المواطنون يحتاجون إلى فهم لحقوقهم وواجباتهم، وكيفية استخدام أصواتهم بشكل يعكس مصالحهم الحقيقية. بدون ذلك، تصبح الديمقراطية مجرد أداة تُستخدم ضد مصلحة الشعب نفسه.
تجربة مصر مع الديمقراطية معقدة. منذ ثورة 2011 وحتى الآن، مرت البلاد بعدة انتخابات واستفتاءات، شهدت مستويات متفاوتة من المشاركة والنزاهة.
وفي كثير من الأحيان، كانت النتائج تُظهر نقص في الوعي السياسي لدى الناخبين، مما أدى إلى انتخاب شخصيات ومجموعات غير مؤهلة أو غير نزيهة.
ما قاله الجنرال عمر سليمان يجب أن يكون دعوة للتفكير والعمل على رفع مستوى الوعي السياسي والتعليم بين المواطنين. ويكون هناك جهد مكثف لتعزيز ثقافة الديمقراطية وتعليم المواطنين كيفية ممارسة حقوقهم بطريقة فعالة ومسؤولة.
الديمقراطية ليست مجرد صندوق اقتراع، بل هي ثقافة وممارسة يومية تتطلب جهداً مستمراً. ما قاله الجنرال عمر سليمان يمكن أن يُعتبر دعوة للتغيير والإصلاح. يجب أن نعمل على بناء مجتمع واعٍ قادر على ممارسة الديمقراطية بطريقة تعكس حقاً إرادة الشعب ومصالحه الحقيقية.