متابعات ـ إيهاب السيد
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، أنه لا بد من وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف هذه الحرب المدمرة حتى نستطيع منع التصعيد والتخريب في الإقليم ومنع انفجار الوضع في الإقليم ككل.
وقال – خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم /الأربعاء/ -“إننا نقول للطرف الآخر إن الحلول العسكرية والأمنية لا يمكنها توفير الأمن والاستقرار في المنطقة وأن هذا تصور غير صحيح وغير منطقي ولن يحقق أي شيئ”
وشدد على أن ما يحقق الأمن والاستقرار هو أن الاحتكام للحلول السياسية وإعطاء كل ذي حق حقه، وأن ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار وأن يتم تنفيذ حل الدولتين على الأرض وهذا هو السبيل الوحيد لمنع الانفجار.
وأضاف عبد العاطي – ردا سؤال حول مؤشرات اتساع التوترات بين حزب الله وإسرائيل ورؤيته حيال هذه الأزمة والحيلولة دون اتساعها- أن مصر تتابع بقلق ما يحدث من تصعيد إسرائيلي على الجبهة الشمالية.
وتابع: “نخشى من انزلاق المنطقة لحرب إقليمية شاملة وهي مسألة شديدة الخطورة، مشيرا إلى أنه تحدث مع كل من وزراء خارجية كل من الأردن والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي”.. وقال إن ما جمع حديثنا هو التحذير بشكل كامل من مخاطر الانزلاق لهذا المنعطف”.
وقال إن مصر تدعم أمن واستقرار لبنان، ونحن نكثف من اتصالاتنا مع الأطراف اللبنانية والإقليمية لنزع فتيل الأزمة وتجنب الدخول في مواجهات شاملة تشعل الجبهة اللبنانية، وهناك تحركات مع المملكة الأردنية والدول العربية والأطراف الفاعلة لتجنب هذا السيناريو الخطير، كما تحدثنا مع الطرف الإسرائيلي وهناك اجتماعات مستمرة في قطر لأن الأصل في الأمور هو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فالتصعيد في البحر الأحمر ولبنان يتطلب معالجة جذور الأزمة وعدم إعطاء الفرصة لأطراف أخرى تقول إنها تدافع عن مصالح الفلسطينيين.
وشدد على ضرورة وقف الحرب المدمرة على قطاع غزة لمنع انفجار الإقليم، مشيرا إلى ضرورة الاحتكام للحلول السياسية وأن ينعم الشعب الفلسطيني بالاستقرار ولا بد من تنفيذ حل الدولتين.
وفيما يخص مستجدات التعاون الثنائي بين مصر والأردن وآلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق .. أكد الدكتور بدر عبد العاطي على خصوصية العلاقات مع الأردن واصفا إياها بأنها علاقات تاريخية.
وقال إن هناك تعليمات وتوجيهات واضحة من قيادتي البلدين للعمل معا على دفع هذه العلاقات للأمام، مشيرا إلى وجود لجنة عليا مشتركة تعكس مدى تشعب وعمق هذه العلاقات في كافة المجالات.
وأضاف أن المباحثات وفرت فرصة طيبة لتبادل الآراء لمتابعة الاجتماعات الأخيرة للجنة المشتركة ومخرجاتها ، لافتا إلى أن هناك تبادلا تجارياً وعلاقات اقتصادية وإرادة سياسية مشتركة لدفع هذه العلاقات للأمام.
وقال إن هناك مبادرات ومشروعات تم الاتفاق عليها ، وعلينا المتابعة مع الوزارات الفنية المعنية في البلدين .
وفيما يتعلق بالتحديات.. قال عبد العاطي إن هناك تحديات غير مسبوقة لكلا البلدين وبالتالي هناك تعليمات واضحة من قيادتي البلدين بضرورة التنسيق اليومي الوثيق للتشاور والتعامل مع هذه التحديات لأنها تهدد الأمن الإقليمي والأمن القومي العربي وبالتالي فإن مصر والأردن عليهما مسئولية مشتركة للتنسيق من أجل الحفاظ على الدولة القومية الوطنية التي أصبحت في مهب الريح في منطقتنا وهو أمر خطير لأنه يترك مساحات للفراغ تتيح للأطراف الإرهابية شغلها.
وأكد أن هناك تطابقا في الرؤى على دعم الدولة الوطنية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة .. وبدون التعامل مع لب الصراع وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لن يتحقق أمن واستقرار المنطقة، والأردن دولة جوار للضفة الغربية مثلما مصر دولة جوار ل غزة ونحن نعمل على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ولا بد من وجود أفق سياسي .. وقال مشدداً “ولن نقبل بشعارات حول حل الدولتين ولكن لا بد من تنفيذ هذا الحل”.
وقال إن الوضع في سوريا وليبيا واليمن يمس أمن ومصالح مصر والأردن، مضيفا أن هناك إرادة سياسية بالعمل المشترك للتعامل مع هذه الأزمات.
وردا على سؤال بشأن أن هناك أنباء عن استضافة العراق للجنة الاتصال العربية حول الوضع في سوريا.. قال الصفدي إن الأساس في عمل هذه اللجنة هو ضرورة إنهاء الأزمة السورية بسبب انعكاساتها
الكارثية على المنطقة بسبب الفوضى التي خلفتها مثل عمليات تهريب السلاح والمخدرات للأردن.
وأضاف أن الأزمة لا بد أن تنتهى على أساس وحدة سوريا وتماسكها وتحقيق تطلعات الشعب السوري وعودة اللاجئين السوريين لبلادهم وقد قدمنا ورقة أردنية تبنتها الدول العربية.
وأوضح أن لجنة الاتصال أنشئت في إطار الجامعة العربية لإيجاد البيئة الدولية التي تكفل التقدم خطوة بخطوة لحل هذه الأزمة، مرحبا بعقد الاجتماع القادم للجنة.
وقال إنه تحدث مع فيصل المقداد وزير الخارجية السوري بشأن عمل اللجنة، مشيرا إلى أنه لا بد من وجود مخرجات حقيقية لأن الأزمة يدفع ثمنها الأردن ومصر ولبنان وحتى أوروبا بسبب اللاجئين السوريين فيها.
وأضاف أن سوريا عادت للجامعة العربية ولكن ذلك لم ينهي الأزمة، فهناك حاجة لخطوات عملية ونحن منخرطون مع الجانب السوري لإنهاء الأزمة ولكى تستعيد سوريا أمنها واستقرارها.
وبخصوص ما يتردد عن زيارات أمريكية رفيعة المستوى إلى المنطقة خلال الفترة الحالية، والموقف الذي تحرص الأردن على إيصاله للجانب الأمريكي فيما يتعلق باليوم التالي بالنسبة ل غزة والضفة الغربية والقضية الفلسطينية بشكل عام.. قال الصفدي إن بلاده ترفض أية مقاربة تتعامل مع غزة بشكل منفصل عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن أي تحرك للأمام يجب أن يستند رؤية تستهدف التوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية وإقامة الجولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وتعيش بأمن وسلام بجانب إسرائيل.
وشدد على أن السلطة الوطنية الفلسطينية يجب أن تتولى مسئولية الأراضي والشعبين وبالتالي أي حديث عن مؤسسات أو كيانات أخرى لن ينجح، ويجب أن يدرك العالم أن غزة دمرت وأن الضفة الغربية تتعرض لممارسات من جانب إسرائيل.
وشدد على ضرورة حل جذور الصراع.. مشيرا إلى أن إسرائيل لن تنعم بالاستقرار وبالأمن ولن تحصل المنطقة على السلام ما لم تحل جذور الصراع وبالتالي نريد خلال شاملا يعالج جذور الصراع وينهي الاحتلال وخطة عمل حقيقية لتنفيذ حل الدولتين وليس الدخول في عملية تفاوض جديدة.