في الثاني عشر من يوليو كل عام، يحتفل الأقباط في مصر بعيد الآباء الرسل، وهو عيد ديني يعود للاحتفال باستشهاد الرسول بطرس، أحد أبرز التلاميذ الذين رافقوا يسوع المسيح. يتجلى هذا الاحتفال في طقوس خاصة تمارسها سيدات الأقباط، حيث يقمن بذبح الديوك في المنازل، وتجهيزها بكبسها بالفريك وتقديمها مطبوخة في هذا اليوم المقدس.
تعود جذور هذا التقليد إلى قصة إنكار بطرس للمسيح ثلاث مرات قبل صياح الديك، وهو ما ورد في الأناجيل الأربعة للعهد الجديد. بعد أن تم القبض على يسوع، أنكر بطرس معرفته بالمسيح ثلاث مرات كما تنبأ المسيح نفسه، وعندما صاح الديك، تذكر بطرس كلام المسيح وبكى ندماً على إنكاره. ومن هنا، ارتبط الديك ببطرس في الذاكرة الدينية، وأصبح جزءًا من تقاليد الاحتفال باستشهاده.
تقاليد الأقباط في عيد الآباء الرسل
اعتادت السيدات القبطيات في مصر، وخاصة في المناطق الريفية، على تربية الدواجن طوال فترة الشتاء. وعند اقتراب عيد الآباء الرسل، يقمن باختيار الديوك الأكثر صحة وتسميناً لذبحها في هذا اليوم المميز.
الطقوس الاجتماعية والمشاركة
لا يخلو بيت قبطي في الأرياف من هذه الديوك المذبوحة في عيد الآباء الرسل، حيث تُعد الوجبات وتُوزع على الأحباء والأقارب والجيران، في تعبير عن الفرح والتضامن المجتمعي. وقد أضفى هذا العيد طابعًا اجتماعيًا خاصًا، حيث تتبادل الأسر التهاني والزيارات، معبرة عن فرحتها بهذا اليوم الذي يجمع بين البعد الديني والبعد الاجتماعي.
مقارنة بالعادات الأخرى
إذا كان الأمريكيون يحتفلون بعيد الشكر في شهر نوفمبر بذبح الديوك الرومية، فإن الأقباط في مصر يحتفلون بعيد الآباء الرسل في يوليو بذبح الديوك البلدي المصري، ويتم حشوها بالفريك. هذا العيد الفريد يعكس خصوصية التقاليد القبطية وارتباطها العميق بالتاريخ الديني.
في الختام، يظل عيد الآباء الرسل في الثاني عشر من يوليو رمزًا للترابط الاجتماعي والاحتفال الديني للأقباط في مصر، معبرين عن فرحتهم بتقاليدهم العريقة والراسخة في وجدانهم الجماعي.