متابعات ـ هاني فريد
جددت وكالة “الأونروا” تحذيراتها من أن ثمة مجاعة تلوح فى الأفق مع إجبار 84 ألف شخص على النزوح من شرق مدينة غزة فى غضون أيام، بسبب استمرار قصف قوات الكيان الصهيوني، خاصة فى منطقة الشجاعية، الذى تسبب فى قطع الوصول إلى مركز رئيسى لتوزيع المساعدات.
وصفت المتحدثة باسم وكالة “الأونروا” لويز ووتريدج، الدمار فى المناطق المتضررة، التى تمتد على حوالى سبعة كيلومترات مربعة بأنه مروع، مشيرة إلى أن الغالبية فقدوا منازلهم واضطروا إلى الفرار وليس بحوزتهم سوى القليل من الأمتعة التى يمكنهم حملها، مشيرة إلى أنهم يأكلون أوراق الأشجار أو لا يحصلون إلا على الدقيق للبقاء على قيد الحياة.
وأكدت المسئولة الأممية أن استمرار عنف الكيان الإسرائيلي، حال دون أن تتمكن “أونروا” من الوصول إلى مركز التوزيع التابع لها فى حى التفاح بمدينة غزة، بسبب قربه من خط المواجهة.
وقالت: إن «أونروا» وزعت بالفعل المياه والطرود الغذائية والدقيق بهدف مساعدة من تم تشريدهم، مشيرة إلى استلام الوكالة بعض الوقود عبر السياج الذى يفصل غزة عن الكيان الإسرائيلي، حيث دخلت كمية محدودة من وقود الديزل إلى القطاع لتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات تحلية المياه.
من جهته، قال مدير المكتب الإقليمى للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى عبدالله الدردرى: إن برنامج التعافى المبكر فى غزة تكلفته حوالى مليارى دولار بينما إعادة إعمار القطاع تقدر بنحو 50 مليار دولار.
وأضاف أن أخطر مرحلة تأتى عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار لأن نحو 2 مليون شخص بلا مأوى وينتظرون عملية إعادة الإعمار.
وأشار إلى أنه يجب التوصل إلى آلية لإقامة عدد كاف من المنازل المؤقتة تكون جاهزة للدخول إلى غزة اليوم التالى من وقف إطلاق النار وما يرتبط بها من صحة وتعليم ومياه شرب وصرف صحى وكهرباء.
على صعيد متصل، قال نادى الأسير الفلسطيني: إن سلطات الاحتلال استخدمت المدنيين ومنهم المعتقلين كدروع بشرية على مدار احتلالها لفلسطين.
وأوضح النادى فى بيان أن مقاطع الفيديو، التى نشرت لاستخدام جيش الاحتلال لمواطنين كدروع بشرية تشكّل امتدادا لنهج قديم متجدد، وهو وجه من أوجه حرب الإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطينى فى غزة، التى تكشف يوميًا عن حقيقة هذا الاحتلال ومستوى توحشه، الذى لم يعد له حدود.
وأضاف أن كل ما تم رصده من جرائم ومنها جرائم حرب، وانتهاكات جسيمة لكل القوانين والأعراف الدّولية الإنسانية، لا تشكّل جرائم جديدة فى تاريخ الاحتلال، بل هى سياسات ثابتة وممنهجة وجزء من أدواته، وأن العجز التاريخى لوقف هذه الجرائم هو الأساس لاستمرارها وتصاعدها حتى اليوم.
وذكر أن أعداد حالات الاعتقال من غزة تقدر بالآلاف، مشيرا إلى أنّ الاحتلال استخدم جريمة الإخفاء القسرى بحقّهم، إلى جانب جريمة التّعذيب الممنهجة.
فى السياق ذاته، قال رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسان الدكتور هيثم أبو سعيد: إن الأسرى الفلسطينيين يعانون الكثير من الانتهاكات التى تعتبر خرقا واضحا للقوانين الدولية والنظم والاعتبارات التى توجب معاملة الأسرى والمعتقلين بشكل محترم.