في مثل هذا اليوم، 7 يوليو 2017، خاضت مصر واحدة من أشرس المعارك ضد الإرهاب في شمال سيناء، وهي ملحمة البرث التي استشهد فيها البطل العقيد أحمد صابر منسي ورفاقه الأبطال من قوات الصاعقة المصرية. هذه الذكرى ليست مجرد تاريخ يمر، بل هي مناسبة لتكريم وتقدير تضحيات هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.
نحن نتذكرهم اليوم بكل فخر واعتزاز، ونسأل الله أن يتغمدهم برحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
بطولات العقيد أحمد صابر منسي ورفاقه
العقيد أحمد صابر منسي كان قائد الكتيبة 103 صاعقة، وقد اشتهر بشجاعته وإقدامه في مواجهة الإرهاب. في ذلك اليوم، تصدى منسي ورفاقه ببسالة لهجوم إرهابي واسع النطاق على كمين البرث في منطقة رفح، حيث أثبتوا أنهم جنود مصر المخلصين الذين لا يتراجعون أمام الخطر. لقد كان موقفهم البطولي دفاعًا عن الوطن واستقرار مصر ضد القوى الظلامية التي تسعى لزعزعة أمنها.
تفاصيل الهجوم الإرهابي
في فجر يوم 7 يوليو 2017، شنت جماعة أنصار بيت المقدس، التابعة لتنظيم داعش، هجومًا عنيفًا ومخططًا بدقة على كمين البرث. بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، تلاه هجوم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة من عدة محاور، في محاولة لاختراق دفاعات الكمين والسيطرة عليه. لكن قوات الصاعقة، بقيادة العقيد أحمد منسي، تصدت ببسالة لهذه الهجمة الشرسة، حيث أبدوا مقاومة قوية واستبسلوا في الدفاع عن موقعهم.
يا ترى من استهدفهم؟
الهجوم على كمين البرث كان من تنفيذ جماعة أنصار بيت المقدس، وهي جماعة إرهابية بايعت تنظيم داعش في نوفمبر 2014 وأصبحت تعرف لاحقًا باسم “ولاية سيناء”. هذه الجماعة المتطرفة ارتكبت العديد من الهجمات الإرهابية في مصر، مستهدفة القوات المسلحة والأمن والمدنيين بهدف نشر الفوضى والذعر. إن استهداف كمين البرث كان جزءًا من استراتيجية هذه الجماعة لضرب الاستقرار والأمان في سيناء، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها بفضل شجاعة وبسالة أبطالنا من القوات المسلحة.
أثر ملحمة البرث على مصر
ملحمة البرث لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت رمزًا لصمود الشعب المصري ووحدته في مواجهة الإرهاب. فقد أعادت هذه الملحمة الروح الوطنية للمصريين وأكدت لهم أن أبطال القوات المسلحة يقفون بالمرصاد لكل من يحاول المساس بأمن الوطن. كما أدت إلى تعزيز الوعي بأهمية دعم القوات المسلحة والتضامن معها في حربها ضد الإرهاب.
التضحيات والبطولات الفردية
من بين الأبطال الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور في هذه الملحمة، يبرز العقيد أحمد صابر منسي، الذي رفض الانسحاب وأصر على مواجهة الإرهابيين حتى آخر لحظة، مؤكدًا على الروح القتالية العالية والإخلاص الذي يتمتع به جنود القوات المسلحة. لم يكن منسي وحده في هذه البطولة، بل رافقه العديد من الجنود الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ومنهم الشهيد الرقيب محمد صلاح، الذي قاتل بشجاعة حتى نال الشهادة.
الإجراءات المستقبلية لتعزيز الأمن
يجب أن نعمل جميعًا على نشر الوعي بأهمية التصدي للأفكار المتطرفة. إن تضحيات أبطال ملحمة البرث تبقى نبراسًا يضيء طريقنا نحو مستقبل أفضل وأكثر أمانًا. يتطلب ذلك الاستثمار في التعليم والتوعية بأهمية الوحدة الوطنية، فضلاً عن دعم جهود الحكومة في مكافحة الإرهاب من خلال تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات الأمنية.
الوعي المجتمعي ودوره في مكافحة الإرهاب
يجب على وسائل الإعلام أن تساهم في نشر الوعي بمخاطر التطرف والإرهاب، وتعزيز القيم الوطنية والإنسانية. كما ينبغي للمؤسسات التعليمية والدينية أن تلعب دورًا فعالًا في توعية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، من خلال برامج توعية شاملة ومبادرات مجتمعية تهدف إلى نشر السلام والتسامح.
العهد والوعد
في ذكرى ملحمة البرث، نجدد العهد والوعد لشهدائنا الأبرار بأن تضحياتهم لن تذهب سدى. سنبقى مخلصين لوطننا، متضامنين مع قواتنا المسلحة، عاقدين العزم على حماية مصر من كل شر ودمار. رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته، وحفظ مصر وشعبها من كل مكروه.
العبرة من ملحمة البرث
تبقى ملحمة البرث درسًا خالدًا في التضحية والبطولة، تذكرنا دائمًا بأن حب الوطن والتضحية من أجله هو أعظم ما يمكن أن يقدمه الإنسان. إن شجاعة وبطولة العقيد أحمد صابر منسي ورفاقه تظل محفورة في ذاكرة الوطن، تُلهم الأجيال القادمة وتدفعها للسير على خطاهم في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار مصر.