ظهور واثق رغم التحديات
في مقابلة رئيسية مع ABC News في 5 يوليو، ظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن بثقة بالغة، معلناً عن عزمه القوي على مواجهة التحديات القادمة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر. على الرغم من تقدمه في العمر الذي بلغ 81 عامًا، أكد بايدن عدم نيته الانسحاب من السباق الانتخابي. وكان لافتاً أنه رفض بشكل قاطع الاعتراف بأن وجوده في قمة بطاقة الانتخابات قد يكون عبئًا على الديمقراطيين، على الرغم من الاستطلاعات التي تشير إلى ذلك بوضوح.
المناظرة والدعوات للانسحاب
جاءت هذه المقابلة بعد أدائه الذي وصفه البعض بالسيئ في مناظرة 27 يونيو. هذا الأداء أثار موجة من الانتقادات والشكوك داخل صفوف الحزب الديمقراطي، مما دفع بعض أعضائه إلى الدعوة لانسحاب بايدن من السباق. السيناتور مارك وارنر كان في طليعة هؤلاء المنتقدين، حيث نظم مجموعة من السيناتورات لدعوة بايدن للانسحاب. لكن بايدن تجاهل هذه الجهود بثبات، مشدداً على استمراره في المنافسة.
مواجهة الأسئلة الصعبة
خلال المقابلة، لم يتردد جورج ستيفانوبولوس في طرح أسئلة صعبة على بايدن، مواجهًا إياه بأدائه الضعيف في المناظرة. في ردوده، اعترف بايدن بخطأه وألقى باللوم على التعب ونزلة برد وتداخلات ترامب المتكررة خلال المناظرة. رغم ذلك، نفى بايدن صحة استطلاعات الرأي التي تظهر انخفاض شعبيته، مؤكداً ثقته في قدراته على جمع التبرعات وجذب الحشود الانتخابية.
الإنجازات بدلاً من اللياقة
بدلاً من التركيز على قدرته على إكمال فترة رئاسية أخرى، اختار بايدن التحدث عن إنجازاته التشريعية والسياسية الخارجية. أبرز هذه الإنجازات شملت تمرير حزمة إنعاش اقتصادي ضخمة، تعزيز برامج الرعاية الصحية، وتوجيه السياسة الخارجية نحو تعزيز التحالفات الدولية. مع ذلك، استمرت المخاوف حول لياقته العقلية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 72% من الأمريكيين يعتقدون أنه غير قادر على خدمة البلاد كرئيس.
رفض الفحص العصبي المستقل
في مواجهة هذه الشكوك، رفض بايدن بشكل قاطع إجراء فحص عصبي مستقل، معتبرًا أن أداءه اليومي كرئيس يمثل فحصًا مستمرًا لقدراته. شدد بايدن على أنه يقوم بواجباته الرئاسية بكفاءة واقتدار، مشيراً إلى نجاحاته في قيادة البلاد خلال فترة جائحة كورونا وتعامله مع الأزمات الدولية المتعددة.
تساؤلات حول المستقبل
رغم كل الجهود التي يبذلها بايدن لبث الثقة في نفوس الشعب الأمريكي، لا تزال الشكوك حول مستقبله ومستقبل الحزب الديمقراطي قائمة. يبقى السؤال الأساسي: هل سيتمكن بايدن من التغلب على التحديات الداخلية والخارجية والاحتفاظ بثقة الشعب الأمريكي والديمقراطيين على حد سواء؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الشهور القادمة، لكن من الواضح أن الطريق أمام بايدن مليء بالتحديات والشكوك. ستكون الانتخابات القادمة بمثابة اختبار حقيقي لقدرته على قيادة البلاد في مرحلة حرجة وحاسمة.