ذكرى رحيل بطل بلا ذكرى
مرت الذكرى السادسة لرحيل اللواء باقي زكي يوسف، المعروف بلقب “قاهر إسرائيل”، دون أن يتذكره أحد، ونساه الجميع. هذه الذكرى، التي تحمل في طياتها إنجازات عظيمة في تاريخ مصر العسكري، لم تجد لها مكاناً في الذاكرة الجماعية ولا في الإعلام. من المحزن والمؤسف أن يتم تجاهل رجل كان له دور محوري في تحقيق أحد أعظم انتصارات مصر العسكرية، وهو نصر أكتوبر 1973.
بطل حرب أكتوبر العظيم
اللواء باقي زكي يوسف هو بطل حرب أكتوبر الذي هدم خط بارليف وكسر أنف إسرائيل. بفضل عملية خراطيم المياه التي نفذها، أنقذ حياة 40 ألف ضابط وجندي من القوات المسلحة المصرية. كان القادة العسكريون يفكرون في استخدام الصواريخ لهدم خط بارليف، وقدرت الخسائر المتوقعة حينها بحياة 40 ألف جندي وضابط. لكن خطة باقي زكي يوسف التي اعتمدت على خراطيم المياه أحدثت فرقاً هائلاً وأنقذت العديد من الأرواح.
الدور الحاسم لخراطيم المياه
عندما بدأ القادة العسكريون في التفكير بخطط لهدم خط بارليف، كانت الخيارات المتاحة تتراوح بين استخدام الصواريخ والهجمات الجوية. كانت كل هذه الخيارات تحمل في طياتها احتمالية فقدان عدد كبير من الأرواح. ولكن اللواء باقي زكي يوسف جاء بفكرة بسيطة وفعالة، استخدام خراطيم المياه لخلق ثغرات في الساتر الترابي. هذه الفكرة البسيطة كانت مفتاح النصر في معركة العبور. بتلك الخطوة الجريئة، تمكن الجيش المصري من تجاوز أحد أصعب العقبات العسكرية، محدثاً بذلك فرقاً جوهرياً في مسار الحرب.
عملية خراطيم المياه: مفتاح النصر
دون عملية خراطيم المياه التي قام بها المقدم في ذلك الوقت، باقي زكي يوسف، لم تكن حرب أكتوبر لتنجح. كانت هذه العملية هي الأهم في معركة أكتوبر، والتي لولاها لما تمكن الجيش المصري من تحقيق هذا النصر العظيم. إن هذه الخطة التي اقترحها ونفذها ببراعة كانت السبب الحقيقي وراء نجاح الحرب، وجعلت من باقي زكي يوسف بطلاً يستحق أن يُذكر في كل مناسبة وطنية.
الخوف الإسرائيلي من اسم باقي زكي يوسف
إسرائيل تهاب اسم باقي زكي يوسف، ليس فقط بسبب ما حققه من نصر، بل لأن خطته قلبت موازين الحرب وحققت ما كان يبدو مستحيلاً. إن شجاعة وابتكار هذا الرجل جعلاه رمزاً للفخر والانتصار، ورغم ذلك، لم يُكرم بالشكل الذي يليق بمكانته.
الإنجازات والتجاهل
رغم هزيمته لإسرائيل ومساهمته الكبيرة في نصر أكتوبر، لم يتم تكريم اللواء باقي زكي يوسف بالشكل الذي يستحقه. طوال حياته، لم يُذكر اسمه في وسائل الإعلام أو الكتب التعليمية، وتجاهلته الدولة بشكل لافت. هذا التجاهل يعتبر إهانة لتضحياته وللإنجازات التي حققها. كيف يمكن لبطولة بهذا الحجم أن تُنسى؟ كيف يمكن لتاريخ مشرف كهذا أن يُطمس؟
التجاهل بعد الموت
حتى بعد وفاته، لم يتلقَ اللواء باقي زكي يوسف التكريم الذي يستحقه. الكنيسة نفسها تجاهلته، ولم يحضر البابا الصلاة على جثمانه. لم نسمع عن كنيسة تحمل اسمه، ولا عن قاعة اجتماعات أو مدرسة أو نادٍ أو طريق يُسمى باسمه. هذا التجاهل المستمر يعكس حالة من النكران لبطولة هذا الرجل العظيم. كيف يمكن أن ننسى من أنقذ حياة الآلاف وساهم في تحقيق النصر لمصر؟
دعوة لتكريمه شعبياً
دعونا نكرم هذا البطل الشعبي الذي لم ينل حقه من التكريم. باقي زكي يوسف سيظل في قلوبنا، ولن ننسى تضحياته وإنجازاته. دعونا نحيي ذكراه بتسمية الأماكن العامة والمؤسسات باسمه، ولنخلد اسمه في ذاكرة الأجيال القادمة. يجب أن نحتفي بهذا الرجل ونجعل من ذكراه مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة. من واجبنا أن نروي قصته وننقلها لأبنائنا ليعرفوا قيمة هذا الرجل الذي قدم الكثير لوطنه دون أن ينتظر مقابل.
باقي يا باقي في القلب
لن يبقى اسم اللواء باقي زكي يوسف في طي النسيان، بل سيظل محفوراً في قلوبنا. دعونا نتذكره دائماً ونعترف بفضله ونحتفي بذكراه. إن تكريمه ليس مجرد واجب وطني بل هو تعبير عن الامتنان والعرفان لرجل ضحى من أجل أن نحيا نحن في أمان. باقي زكي يوسف، بطل لن ينساه التاريخ، وسيبقى دائماً في قلب كل مصري يحب وطنه ويفتخر بأبطاله.