بقلم – صموئيل العشاي:
نهنئ المستشار عمر مروان على الثقة الكبيرة التي منحته إياها القيادة السياسية بتعيينه مديرًا لمكتب رئيس الجمهورية. هذا المنصب الرفيع والحساس يتطلب شخصية ذات خبرة وكفاءة عالية، وقد شغله سابقًا ضباط مخابرات وشخصيات رفيعة المستوى كانت عيون الوطن الساهرة، حيث ترفع للسيد الرئيس كافة المعلومات والتفاصيل التي تساهم في اتخاذ القرارات السيادية والهامة.
بداية المسيرة القضائية
عرفت المستشار عمر مروان منذ أن كان مستشارًا بمحكمة استئناف القاهرة وعضو المكتب الفني. كان يمتاز بعلاقاته الإنسانية الراقية مع الجميع، وكان يحبه الكل ويتسابقون لمصافحته. كان يحييهم بابتسامته الجميلة ويرد عليهم بلطف شديد وتواضع العلماء والقضاة رفيعي القدر. هذه السمات الشخصية جعلته محط احترام وتقدير كل من تعامل معه، سواء كانوا زملاء في العمل أو مواطنين يتوجهون إليه لطلب المساعدة.
المتحدث الإعلامي للجنة العليا للانتخابات
تولى المستشار مروان مهمة المتحدث الإعلامي للجنة العليا للانتخابات وأمينًا عامًا لها، وكان لا يرد صحفيًا اقترب من مكتبه، ولم يمنع إعلاميًا من حوار معه. كانت هذه الفترة مهمة وحساسة، حيث استطاع بمهاراته التواصلية العالية أن يبني جسور الثقة بين اللجنة والشعب من خلال وسائل الإعلام. قدم المستشار مروان معلومات واضحة ودقيقة، مما ساهم في الرد على اكاذيب الإعلام المعادي.
التضحية والفداء
في 16 مايو 2015، استشهد شقيقه القاضي محمد مروان عبد الله عرفة في حادث استهداف سيارة تقل القضاة بمدينة العريش، حيث كان يعمل قاضيًا بمحكمة شمال سيناء. أصبح القاضي الشهيد، والبطل الذي قدم حياته ثمنا لمكافحة الإرهاب الأسود الذي اجتاح مصر وقتها. نعت مصر بالكامل الشهيد، وكانت جنازته مهيبة وضخمة، وبكاه الجميع، وحزن عليه الوسط القضائي بأكمله. هذا الحدث الأليم لم يثنِ المستشار مروان عن مواصلة مسيرته المهنية بحزم وإصرار، بل زاده عزمًا على المشاركة في بناء مستقبل أفضل للوطن.
وزيرًا للشؤون النيابية
توقعت له أن يكون وزيرًا نظرًا لأخلاقه الرفيعة وعلمه وأدبه الشديد. وبالفعل، اختير وزيرًا للشؤون النيابية في 16 فبراير 2017، وأبلى بلاءً حسنًا في الوزارة، حيث كان نواب الشعب المنتخبون يحبّونه بشدة.
تميز المستشار مروان بقدرته على حل المشكلات والتعامل مع التحديات بروح إيجابية، مما جعله يحظى بثقة واحترام الجميع. استمر في هذا المنصب حتى 22 ديسمبر 2019.
وزارة العدل وإنجازاتها
في 22 ديسمبر 2019، تم تصعيده ليصبح وزيرًا للعدل. في كل مرة كنت أقابله وأهنئه بالثقة الكبيرة من الرئيس المحبوب عبد الفتاح السيسي، كان يقدم إنجازات عظيمة وكبيرة في وزارة العدل.
حاول تحقيق العدالة الناجزة، وأنهى في عهده أعداد ضخمة من القضايا التي ظلت لسنوات في المحاكم. قام المستشار مروان بإدخال تحسينات جذرية على النظام القضائي، وساهم في تطوير البنية التحتية للمحاكم وتحديث الإجراءات القانونية بما يتناسب مع تطلعات المواطنين.
العلاقات الإنسانية والحس السياسي
كان المستشار عمر مروان وزيرًا إنسانًا يملك حسًا سياسيًا مرهفًا، ولا تزال علاقته الإنسانية بكل من عمل معهم العمال قبل الموظفين، وكذلك القضاة وأعضاء مجلس النواب والصحفيين والإعلاميين. الآلاف من الذين قابلوه يكنون له تقديرًا كبيرًا. تميز المستشار مروان بقدرته على التعامل مع الناس بمختلف فئاتهم وتفهم احتياجاتهم، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة واحترام واسع.
المنصب الجديد: تكليف بمهمة وطنية
حصل الوزير مروان على منصب قيادي جديد يستحقه، حيث سيخدم فيه مصر مجددًا. تم تعيينه مديرًا لمكتب رئيس الجمهورية هو تتويج لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات.
هذا المنصب الجديد فرصة للمستشار مروان ليواصل مسيرته في خدمة الوطن والمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.
ختام
في النهاية، نقول للمستشار عمر مروان: إننا نهنئك على هذه الثقة الكبيرة التي منحها لك الرئيس عبد الفتاح السيسي. أنت أهل لهذا المنصب وأهل لكل ثقة تُمنح لك. ننتظر منك المزيد من العطاء والإنجازات في خدمة مصرنا الحبيبة. نثق تمامًا أنك ستكون عند حسن الظن، وأنك ستواصل العمل بإخلاص وتفانٍ لتحقيق ما تصبو إليه البلاد من تقدم وازدهار. وفقك الله وسدد خطاك في كل ما تقوم به من أجل رفعة ورفاهية مصر.