متابعات ـ هاني فريد
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء على اتساع الفجوة بين مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكبار جنرالات جيشه بشأن تطورات الأوضاع في غزة، وذلك في ضوء رغبة كبار الجنرالات في إسرائيل البدء في وقف إطلاق النار في غزة حتى لو كان ذلك يعني بقاء حماس في السلطة في الوقت الراهن.
ونقلت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء- عن مسؤولين إسرائيليين في الشؤون الأمنية، قولهم إن القيادة العسكرية الإسرائيلية تريد وقف إطلاق النار مع حماس في حالة اندلاع حرب أكبر في لبنان، وأن القيادة العسكرية الإسرائيلية خلصت أيضًا إلى أن الهدنة ستكون أسرع وسيلة لتحرير المحتجزين.
وأضافت نيويورك تايمز، أن كبار جنرالات إسرائيل يريدون بدء وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الجيش ونتنياهو، الذي عارض الهدنة التي من شأنها أن تسمح ل حماس بالنجاة من الحرب المشتعلة.
ووفقًا لمقابلات صحفية مع ستة مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين في إسرائيل، تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل أمنية حساسة، يعتقد الجنرالات الإسرائيليون بأن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير ما يقرب من 120 إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في غزة.
وقال عدة مسؤولين إنه نظرًا لعدم تجهيز القوات الإسرائيلية لمزيد من القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، يعتقد الجنرالات أيضًا أن قواتهم بحاجة إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد حزب الله، الميليشيا اللبنانية التي تخوض معركة منخفضة المستوى مع إسرائيل منذ أكتوبر الماضي.
وأضاف المسؤولون -شريطة عدم الكشف عن هويتهم- أنه يمكن للهدنة مع حماس أيضًا أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله .. فيما قال حزب الله إنه سيواصل ضرب شمال إسرائيل حتى توقف إسرائيل القتال في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم منتدى هيئة الأركان العامة، تتكون من حوالي 30 جنرالًا رفيع المستوى، بما في ذلك رئيس الأركان العسكرية الفريق هرتسي هاليفي وقادة الجيش والقوات الجوية والبحرية ورئيس المخابرات العسكرية.
ورأت الصحيفة أن موقف الجيش الإسرائيلي من وقف إطلاق النار يعكس تحولاً كبيراً في تفكيره خلال الأشهر الماضية.
وقال إيال هولاتا -الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل عام 2023 الماضي، والذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين- “إن الجيش يدعم بالكامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار”.
وأضاف “هولاتا”: “أنهم يعتقدون أن بإمكانهم دائمًا العودة والاشتباك مع حماس عسكريًا في المستقبل .. ويدركون أن الهدنة في غزة تزيد من احتمالية وقف التصعيد في لبنان .. لديهم ذخائر أقل وقطع غيار وطاقة أقل مما كانوا عليه من قبل، لذلك يعتقدون أيضًا أن التوقف المؤقت في غزة يمنحنا مزيدًا من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله”.
واختتمت نيويورك تايمز تقريرها، بالقول إنه من غير الواضح كيف عبرت القيادة العسكرية بشكل مباشر عن وجهات نظرها لنتنياهو على انفراد، لكن كانت هناك لمحات من إحباطها علناً، فضلًا عن إحباط رئيس الوزراء الإسرائيلي حيال الجنرالات.