في هذه الأيام المجيدة، نحتفل بذكرى النصر، الذي يمثل مرحلة جديدة في تاريخ مصر العريق. تأتي هذه الذكرى بالتزامن مع المعركة الأخيرة في مواجهة الخونة والمتآمرين، مكللة بإنجازات تستحق الوقوف عندها. نستذكر في هذه المناسبة البطولات التي سطرها الجيش المصري والشعب العظيم، ونسلط الضوء على المحطات الثلاث الكبرى في مسيرة النصر: نصر أكتوبر المجيد، إسقاط حكم المرشد، وأخيرًا، النصر الثالث الذي أطلق عليه الضربة القاضية للخونة.
نصر أكتوبر: البداية المجيدة
في السادس من أكتوبر 1973، سطر الجيش المصري واحدة من أعظم الملاحم العسكرية في تاريخ الأمة العربية. كان نصر أكتوبر المجيد نقطة تحول حاسمة، حيث استعاد فيه الجيش المصري الأرض المحتلة في سيناء بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي. لم يكن هذا النصر مجرد استرداد لأرض مغتصبة، بل كان استعادة لكرامة الأمة المصرية. قاد الجيش المصري هذه الحرب بشجاعة وتضحية، وحقق ما كان يبدو مستحيلاً في نظر الكثيرين. كان هذا النصر بمثابة البداية لمسيرة طويلة من الانتصارات التي ستتوالى في السنوات اللاحقة.
النصر الثاني: إسقاط حكم المرشد
بعد عقود من نصر أكتوبر، واجهت مصر تحديًا آخر من نوع مختلف. في فترة حكم الإخوان المسلمين، اختطف التنظيم الدولي للأخوان الأوطان، وسعى لتقويض استقرارها وسيادتها. خلال هذه الفترة، شهدت البلاد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وتعرضت أرواح الأبرياء للخطر. ولكن، كما حدث في نصر أكتوبر، كان للشعب المصري والجيش وقفة حاسمة.
بتوجيهات قوية من القيادة الحكيمة، تمكن الجيش والشعب من إسقاط نظام المرشد، الذي كان يمثل تهديدًا مباشرًا لمستقبل البلاد. هذا النصر لم يكن سهلاً، فقد تطلب تضحيات كبيرة وشجاعة منقطعة النظير. بفضل الدعم الكامل من أجهزة الدولة، والتفاني من قبل الأبطال الذين وقفوا في وجه الظلم والفساد، تمت استعادة الاستقرار والأمان في البلاد.
النصر الثالث: وعي المصريين وانتصار الإرادة الوطنية
واليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة للنصر الثالث، نشهد مرة أخرى قدرة المصريين على الوقوف في وجه التحديات الكبرى. هذا النصر هو بمثابة الضربة القاضية للخونة والمتآمرين الذين حاولوا زعزعة استقرار البلاد من الداخل. لقد انتصر وعي المصريين وإرادتهم الوطنية في مواجهة مؤامرات كانت تهدف إلى تدمير البلاد.
في هذه المعركة، كان التحدي الأكبر هو الفشل الإداري لبعض الجهات الحكومية، والذي أتاح الفرصة للخونة لاستغلال الثغرات والبدء في حملات إعلامية صفراء. استخدموا وسائل الإعلام لتشويه صورة الوطن وزرع الشكوك بين صفوف الشعب. لكن، وكما هو دائمًا، كان الشعب المصري بالمرصاد. استيقظ المصريون بسرعة، وكانت الصحوة مفاجأة أذهلت الخونة وأفشلت مخططاتهم.
الصحوة المصرية: مفاجأة الخونة
إن الصحوة المصرية لم تكن مجرد ردة فعل عابرة، بل كانت حركة عميقة تجسدت فيها روح الوطنية الحقيقية. أولئك الذين حاولوا ضرب الوطن من الداخل، سواء كانوا من ضعاف الإرادة أو مدعي الوطنية، باءت محاولاتهم بالفشل الذريع. لقد أظهر المصريون أنهم واعون تمامًا بالمخاطر المحدقة بوطنهم، وأنهم قادرون على التمييز بين الحقيقة والزيف.
هذه الصحوة لم تكن لتحدث لولا الدعم الكبير من الأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية التي عملت بجد لحماية الوطن ومصالحه. بفضل جهودهم، تم إفشال المحاولات المتكررة لزرع الفتنة والانقسام. كانت الرسالة واضحة: مصر لن تنحني أمام المؤامرات، وستظل قوية بفضل وعي شعبها وتلاحمه مع قيادته.
عبور نحو المستقبل
بعد كل هذه الأزمات والتحديات، تمكنا من تحقيق النصر الثالث والأخير. لقد عبرنا عبورًا جديدًا نحو مستقبل أفضل، مستقبل لا يمكن لأي قوة أن توقفه. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولا يضيع شعبًا نزف دمًا وضحى بكل ما يملك من أجل وطنه. الأجهزة الأمنية دفعت فاتورة باهظة لتحقيق هذا المناخ الآمن الجاذب للاستثمارات، والرئيس حمل الأمانة بصدق وإخلاص.
اليوم، بفضل هذه الانتصارات الثلاثة، أصبح مستقبل مصر أكثر إشراقًا. التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة هي دليل على ذلك. الاستثمار في البنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية، والاقتصاد، يضع مصر على مسار النمو المستدام. الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة، على الرغم من التحديات، بدأت تؤتي ثمارها، مما يعزز ثقة المستثمرين والمواطنين على حد سواء.
كلمة أخيرة
لا يمكن أن نغفل دور القيادة الحكيمة في تحقيق هذه الانتصارات. الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حمل الأمانة بصدق وإخلاص، قاد البلاد في أصعب الفترات. رغم الانتقادات والتحديات، أثبت أنه قائد يستحق الثقة والتقدير. الإنجازات التي حققتها مصر تحت قيادته لا تقارن بأي فترة سابقة، ويجب أن نكون منصفين في تقدير جهوده.
حفظ الله الوطن وصقوره وقادته، وأعان شعب