بقلم صموئيل العشاي:
موعد الاحتفال
اليوم ٣٠ يونيو، نطرح السؤال التالي: هل نحتفل بيوم ٣٠ يونيو، يوم بداية الانتفاضة الشعبية، أم بيوم ٣ يوليو، يوم القرار الحاسم بخلع مرسي؟ الحكومة اختارت اليوم للاحتفال باعتباره يوم الثورة، بينما أنا فرحت لقيام القيادة السياسية باختيار يوم ٣ يوليو لاحتفال بالثورة وان يكون ذلك من خلال قيام الحكومة بأداء اليمين الدستورية للوزراء وعدد من القيادات الجديدة للهيئات والمصالح والجامعات.
الحشد الجماهيري
شهدت شوارع القاهرة والمحافظات في يوم ٣٠ يونيو خروج أكثر من ٣٣ مليون مصري في مشهد لا ينسى. كان المطلب واحدًا وواضحًا: إنهاء حكم جماعة الإخوان. هذا الحشد الجماهيري العظيم الذي أظهر قوة الشعب وتصميمه على التغيير.
حصار المراكز الحكومية
لم يقتصر تحرك الجماهير على التجمع في الميادين العامة فقط، بل حاصر الغاضبون مقار الدواوين الحكومية التي كان يترأسها عناصر من الإخوان أو التابعين لهم. كانت الرسالة واضحة: الشعب لا يريد استمرار حكم المرشد وجماعته.
استمرار الضغط الشعبي
لم تنتهِ الثورة بنهاية يومها الأول. استمرت المظاهرات الضخمة لعدة أيام، حيث واصل الشعب الخروج إلى الشوارع مطالبين بخلع المرشد ورجاله من حكم مصر. هذا الضغط المستمر كان دافعًا قويًا لتحقيق التغيير.
دور الرئيس السيسي
في هذه اللحظة المحورية، تدخل القائد العام للقوات المسلحة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحماية إرادة الشعب والحفاظ على الأمن ومنع انزلاق البلاد نحو الفوضى. تواصلت القيادات العسكرية مع رموز القوى السياسية والمجتمعية للوصول إلى حل ينهي الأزمة ويمهد الطريق لإعلان الخلاص.
اجتماع القيادة الحاسم
في يوم ٣ يوليو، اجتمعت رموز مصر واتخذت قرارًا تاريخيًا بخلع المرشد وجماعته عن حكم مصر، وعزل الرئيس محمد مرسي وتعطيل الدستور وتولية رئيس المحكمة الدستورية العليا مقاليد الأمور. هذا القرار استجاب لمطالب الجماهير ويعتبر يوم ٣ يوليو هو يوم الخلاص الفعلي.
خارطة الطريق
وضع المجتمعون خارطة طريق لإعادة مصر إلى مصريتها، وأعلنوا عزل مرسي وتعطيل الدستور والاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية. هذه الخطوة كانت خطة واضحة لضمان الانتقال السلمي للسلطة وإعادة الاستقرار لمصر.
بداية حقبة جديدة
بدأت مصر مرحلة جديدة من البناء وإعادة الإعمار. قامت القيادة الجديدة بإعادة ترتيب الأولويات وتوجيه الجهود نحو تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز سيادة القانون. هذا التحول يعكس أهمية يوم ٣ يوليو كنقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل.
دعم المجتمع الدولي
أعلنت العديد من الدول الكبرى تأييدها للتحركات الشعبية والثورة التي أطاحت بحكم الإخوان، واعتبرتها خطوة نحو استعادة الاستقرار في مصر. هذا الدعم الدولي عزز من موقف مصر على الساحة العالمية.
تعزيز الاستقرار الأمني
شهدت البلاد تحسنًا ملحوظًا في الوضع الأمني بعد الخلاص من التنظيم الإرهابي. نجحت الأجهزة الأمنية في القضاء على العديد من البؤر الإرهابية وتفكيك الشبكات التي كانت تهدد أمن المواطنين، ووقف الشعب خلف مؤسسات الدولة.
الإصلاحات الاقتصادية
أطلقت القيادة السياسية سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية لتعزيز النمو والاستقرار. شملت هذه الإصلاحات سياسات جديدة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين بيئة الأعمال وتطوير البنية التحتية، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في المؤشرات الاقتصادية. هذه النجاحات هي ثمار قرارات يوم ٣ يوليو.
الاحتفال بالإنجازات
تعتبر ذكرى الثورة فرصة للاحتفال بالإنجازات التي تحققت منذ ذلك الحين. من التحسن في الأوضاع الأمنية إلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، يعكس كل إنجاز مدى تأثير الثورة في تغيير مسار البلاد نحو الأفضل. هذه الإنجازات تجعل من يوم ٣ يوليو يومًا يستحق الاحتفال.
التساؤل المستمر
في الختام، يبقى السؤال المحوري: هل نحتفل بثورتنا في ٣٠ يونيو أم في ٣ يوليو؟ كل يوم يحمل دلالات خاصة ويعبر عن مرحلة مختلفة في مسيرة النضال والتغيير. الأمر متروك للشعب المصري ليحدد اليوم الذي يراه الأنسب للاحتفال بثورته وإنجازاته. يوم ٣٠ يونيو يمثل بداية النضال الجماهيري، ويوم ٣ يوليو يمثل تحقيق النصر وإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح.