30 يونيو ثورة مجيدة .. ولو كرهتم
بقلم : حمدي رزق
مجددا ، قراءة صورة الشعب فى ( ثورة 30 يونيو المجيدة ) ضرورة ملحة فى توقيت حرج وصعب ، كل 30 يونيو يمر على المحروسة بخير، يهبنا مددا لاستكمال المسيرة، وتأسيس الجمهورية الجديدة..
لماذا ثورة 30 يونيو مجيدة، وستمجد دوما ، وبكل اللهجات واللغات الحية التى تقدس إرادة الشعوب اذا تجسدت على الارض غرسا طيبا..
صورة ( أيقونة ) سيحفظها التاريخ المصرى طويلا، صورة معبرة تجسدت فى (منصة بيان 3 يوليو)، تعبيرا صريحا عن مكونات هذه الدولة العظيمة الجبارة صانعة الحضارة.
مصر التى فى صورة 30 يونيو ترجمة حرفية للقاعدة الصلبة التى تقف عليها اهرامات هذا البلد الأمين، ومن يدقق فى الاضلاع المؤسسة للصورة سيقف تماما على مصادر قوة هذا الوطن.
سيعلم قارئ الصورة الخبير أن مصر الحديثة فى تجليها قامت على مثلث صلب معجون بطين الوطن، مثلث من اضلاع ثلاث، قاعدته القوات المسلحة المصرية، وضلعاه الازهر والكنيسة، وفوق القاعدة يعيش شعب عظيم علم العالم أجمع، كيف تصمد الدول أمام الأعاصير والأساطيل، على صخرة هذا المثلث العظيم تتكسر ( لعبة الأمم ) .
**
القاعدة جيش وطنى، قوامه من قوام هذا الشعب، وسواعده شباب هذا الشعب، جيش مخلص للوطن قدم شهداء بعدد سنوات عمر هذا البلد، يقدمهم فداء، جيش ( أبى ) يأبى ويستعصي على الطغاة ، جيش من بين الصلب والترائب ، لم يعرف يوما طائفية أو جهوية او عرقية أو إثنية، جيش يمم وجهه للوطن من بعد وجهه سبحانه وتعالى.
رجال عاهدوا الله، واقسموا قسما أبروا به، يبغون نصرا أو شهادة، لم تتسلل اليه فتن خبيثة، أو طائفية مقيتة، وارتوت أرض مصر بدماء الجندى المصرى (المسلم والمسيحى)، يجمعهم نداء الوطن، ويسعون إلى الجندية سعى المخلصين، لا تليهم تجارة ولا بيع عن ذكر الوطن، ويذكرون الله كثيرا فى صباحات الحرب والسلم.
جيش مصر أصدق تعبير عن هذا الشعب العظيم، جيش عظيم من ضلع شعب عظيم، يحاذى فى الصف الغنى والفقير، ابن القائد وابن الفلاح، ويتقدمهم قادة نذروا انفسهم فداء للوطن..
انظروا إلى صور الشهداء وتمعنوا ، يتسابقون إلى الشهادة قادة وصف وجنود، وتكتب أسمائهم شهداء فى لوح محفوظ، أحياء عند ربهم يرزقون.
حمل الجيش الأمانة منذ فجر التاريخ وإلى أن تقوم الساعة، جيش شهد له الأعداء قبل الأحباء بأنه حمى مصر من حرب أهلية كانت لا تبقي ولاتذر فى الارض ديارا ..
أرادها الإخوان فتنة وقودها الناس والحجارة، وبرزوا مهددين بالحريق الكبير، وقال كبيرهم الذى علمهم السحر “يا نحكمكم يا نقتلكم” ورد عليه قائد الجيش الذى اختاره الشعب على عينه حاميا لوطنه (القائد عبد الفتاح السيسي): “إذا يد امتدت على هذا الشعب هنشيلكم من على وش الأرض”.
كان الخطب قبل 30 يونيو رهيبا، وزعران الإخوان يتنادون إلى ( رابعة والنهضة ) فى اعتصام مسلح رعته مخابرات وسفارات، وزاره رسل الشيطان الأعظم.
وبلغ الأمر مبلغه أن وضعت الجماعة فى كفة والشعب فى كفة، ورجحت كفة الشعب بعد أن انحاز الجيش إلى شعبه، وعمل على إنفاذ إرادته، وقرر خلع رئيس الإخوان، وسجن مرشد الإخوان، وكسر ذراع امتدت بسوء إلى هذا الشعب.
الجيش الذى تحمل ما لا يتحمله جيش فى العالم من اجتراءات نفر من المتمولين وإلى الآن، وضع نصب أعين رجاله حماية هذا الشعب وصون دمائه، وتوفير الأمن للناس، والحفاظ على المؤسسات التى طاحوا فيها هدما وتحطيما..
جيش حمل الأمانة وسلمها إلى اهلها كاملة غير منقوصة، ستروى كتب الاستخبارات العالمية المتخصصة فى (لعبة الأمم) كيف تلاعبت القوى الكبرى بمصير هذا الوطن عبر جماعة خائنة لعبت ولاتزال دور ( حصان طروادة ) فى اختراق الأمن القومى لهذا الوطن.
انظروا إلى قائمة كبار الزوار الذين توافدوا على (قصر الاتحادية) منذ تولى رئيس الإخوان الحكم، اردوجان ( التركى ) ، والقرضاوى ( القطرى ) ، ونجاد ( الإيراني ) ، ومشعل ( الحمساوي ) ، هذا ما اعلن عنه سياسيا أما استخبارتيا فلنا أن نسأل ماذا كان يفعل (الحرس الثورى الإيرانى) فى المقطم، ومن أطلق قتلة السادات ودعاهم إلى لحم وثريد فى قصر الرئاسة قبل أن يحتفلوا بنصر أكتوبر وهم من قتلوا قائد العبور العظيم الشهيد “أنور السادات” بين جند النصر؟.
**
هذا الجيش قاعدة مثلث صلب، ضلعه الأيمن أزهر وسطى عامل على نشر السلام والمحبة، ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومشيخة هى قبلة للعالمين، وتاريخ تليد وحاضر ينبئ عن مستقبل .
الدعوات الصالحات هى ما يمكث فى الأرض، حافظ الأزهر على الإسلام السمح، ولم يذهب الى فرقة أو تشدد، وشباب حمل الأمانة، وشيوخ ينافحون عن صحيح الدين، وأعلام يفخر بها كل مسلم فى توادهم وتراحمهم ، وتمسكهم بوسطية صحيح الدين .
الأزهر وشيخه الطيب ” أحمد الطيب ” استهدفوا إخوانيا ولايزالون، وبلغ الأمر مبلغه بخطة أعدت بليل وبمكر الماكرين لخلع الشيخ بإجماع (هيئة كبار العلماء) الذى تسلل اليها ( القرضاوي وإخوانه ) ، وصاروا اعضاء مؤثرين ولهم الكلمة العليا باعتبارهم (جماعة الحل والعقد) .
ويومها وركب “القرضاوى” منبر الأزهر الشريف تمهيدا لركوب الإمامة الكبرى، وحيازة العمامة الكبرى، ودخول المشيخة فوق أكتاف شباب الإخوان فى جامعة الأزهر ومدنه الجامعية مهللين مكبربن بعد أن طاحوا فى الأزهر تحطيما بلغ باب مكتب الإمام ، والشيخ الطيب فى صومعته محتسبا، صامدا لم يغير وجهته، ولم ييمم بصره نحو راية عمية دنية، ولم يهادن فى حق، ولم يمارى فى حق الشعب فى الحياة الكريمة.
**
بابا المصريين ، البابا ” تواضروس الثاني ” ، كان ولايزال محل استهداف ضارى تتحدث به القضائيات ، و المقالات ، والتتويتات ، والتغريدات والصفحات التى خصصت للنيل من قداسته، وإشاعة الفرقة بين شعب الكنيسة فى قلب الشعب المصرى..
لم يعد هناك شك فى خطورة الاستهداف الذى تحركه دوائر استخباراتية عاتية، استهدفوا الرئيس ممثلا لشعبه وقواته المسلحة، بلغ الاستهداف مبلغا رهيبا، وحلقاته متوالية، ودرجاته متصاعدة، وكأنهم قدور تغلى على نار ثأرهم من رجل قال ربى الله ثم استقم فى خدمة الشعب الطيب، استهداف الرئيس لاينفصل عن استهداف الجيش، واستهدافهما استهداف لمنعة هذا الوطن
المنصفون يقولون قولا حكيما لولا هذا الجيش لكانت حربا أهلية لن تبقى ولن تذر، ولولا قيد لهذا البلد هذا الرجل ( عبد الفتاح السيسي ) الذى حمل قدره على كفيه قربانا لشعبه، لكانت البلاد ذهبت الى مستقبل آخر، لايعلمه إلا الله، قسوة الاستهداف تؤشر على عظم التضحية، ولولا نفر مضحين لكتب علينا ما كتب على بلدان من حولنا، ولكن لطف الله بالمصريين عظيما يستأهل الشكر والحمد على نعمائه.