بثت وكالة رويترز خبراً بعنوان “منافسة حامية بين موال لخامنئي ومرشح معتدل في سباق الرئاسة الإيرانية”، وهو عنوان يثير العديد من التساؤلات حول حقيقة المنافسة السياسية في إيران.
الواقع السياسي في إيران:
من المعروف أن أي مرشح يصل إلى السباق الرئاسي في إيران لا يمكن أن يصل إلى هذه المرحلة دون موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي. بالتالي، لا يمكن القول بوجود مرشح غير موالٍ لخامنئي. الاختلاف الحقيقي بين المرشحين يكمن في رؤيتهم لكيفية تحقيق نهج خامنئي؛ البعض يرى أن التشدد والصلابة هما السبيل الأنسب، بينما يعتقد الآخرون أن التوجه نحو التقية السياسية واستخدام الشعارات الأكثر مرونة هو السبيل الأفضل.
المتنافسان: بزشكيان وجليلي:
- بزشكيان: يمثل التيار الذي يدعو إلى تخفيف حدة التوتر في العلاقات مع الغرب، ويشدد على الإصلاح الاقتصادي والتحرر الاجتماعي والتعددية السياسية. هذه الشعارات قد تبدو جذابة للكثيرين، لكنها لن تتقدم طالما أن خامنئي يظل في موقع السلطة. سيظل بزشكيان يستخدم التقية السياسية لكسب الوقت ورضا بعض الناخبين البسطاء.
- جليلي: المناهض بشدة للغرب، يمثل النهج الأكثر عدائية في السياسة الخارجية والداخلية. يعتقد أن التشدد والصلابة هما الوسيلة لتحقيق الأهداف الإيرانية الكبرى.
التوجه الاستراتيجي لخامنئي:
بغض النظر عن الفائز في السباق الرئاسي، لن يستطيع أي منهما تغيير توجه خامنئي نحو التوسع في الشرق الأوسط وصنع القنبلة النووية. هذا هو الأمر الذي يهمنا من إيران، حيث يعتبر التوسع النووي والسياسي الإيراني مصدر قلق دائم.
الخلاصة:
رغم دعوة خامنئي في خطب الجمعة الأخيرة للشعب الإيراني بالذهاب بكثافة للتصويت في الانتخابات، إلا أن الشعب خذله ولم يذهب بأعداد كبيرة. هذا يدل على تزايد الفجوة بين القيادة الإيرانية والشعب، وعلى عدم الثقة المتزايدة في النظام الانتخابي الإيراني.