أكد الدكتور رشدي حمدي، المتخصص في ملف مياه النيل، أن القلق السائد بشأن تأثير انهيار سد النهضة على السد العالي لا يستند إلى أسس علمية قوية. وأوضح أن البعض يعتقد بأن جسم السد العالي سيتضرر نتيجة اصطدام المياه المتدفقة بسرعة من سد النهضة. ولحسم هذا الموضوع بصورة قاطعة، قدم الدكتور حمدي تفسيرًا علميًا مفصلًا يستند إلى قوانين الفيزياء والطبيعة.
القانون الفيزيائي:
يعتمد تفسير الدكتور حمدي على قانون حفظ الطاقة، حيث يوضح أن المياه التي تجري على منحدر تحدد سرعتها في نهاية هذا المنحدر بحسب هذا القانون. وفقًا لهذا القانون، فإن طاقة الوضع أعلى المنحدر يجب أن تساوي طاقة الحركة أسفله إذا أهملت المقاومة. وإذا أخذت المقاومة في الاعتبار، تكون طاقة الحركة أقل. وترجم الدكتور حمدي هذه المفاهيم إلى المعادلة التالية:
[ mgh = \frac{1}{2}mv^2 ]
حيث:
- ( m ) هي كتلة المياه،
- ( g ) هي عجلة الجاذبية الأرضية،
- ( h ) هو ارتفاع المنحدر،
- ( v ) هي سرعة جريان الماء.
وأشار الدكتور حمدي إلى أن أهم عامل مؤثر في هذه المعادلة هو ( h )، وهو رقم متغير على طول مجرى النهر.
المعلومات الجغرافية:
قدم الدكتور حمدي بيانات جغرافية دقيقة لتوضيح التغيرات في ارتفاعات المواقع على طول مجرى النهر من سد النهضة حتى السد العالي:
- سد النهضة يقع على ارتفاع 500 متر فوق سطح البحر.
- الروصيروص على ارتفاع 480 متر فوق سطح البحر.
- الخرطوم على ارتفاع 380 متر فوق سطح البحر.
- مروي على ارتفاع 250 متر فوق سطح البحر.
- إذا كان منسوب بحيرة السد العالي 175 متر، فإن المنسوب من بداية البحيرة في السودان وحتى نهايتها عند أسوان يكون 175 متر فوق سطح البحر.
كما ذكر أن طول مجرى النهر من عند مقياس الديم على حدود السودان وإثيوبيا وحتى بداية بحيرة السد العالي يبلغ 1800 كم، بينما يبلغ طول البحيرة من بدايتها في السودان وحتى جسم السد 500 كم.
النتيجة والاستنتاج:
أكد الدكتور حمدي أن سرعة جريان المياه تتغير زيادة ونقصانًا على طول مجرى النهر بسبب تغير زاوية الانحدار. وعندما تصل المياه إلى بحيرة السد العالي، لن يكون هناك أي انحدار لأن سطح البحيرة مستوي. وبالتالي، تفقد المياه سرعتها تدريجيًا، وبعد مسافة لا تزيد عن بضعة كيلومترات تتحول طاقة الحركة للمياه إلى طاقة وضع بسبب ارتفاع منسوب المياه في البحيرة.
وختم الدكتور حمدي بأن السد العالي لن يتأثر بسرعة المياه الداخلة إلى البحيرة لأنها تفقد هذه السرعة تمامًا قبل أن تصل إليه. لذلك، فإن القلق من تأثير انهيار سد النهضة على السد العالي لا مبرر له علميًا.