كتب – صموئيل العشاي:
انتهت المناظرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب بطريقة تبرز فشلًا واضحًا، حيث لم تقدم المناظرة حلاً أو رؤية لمستقبل الولايات المتحدة والعالم.
هذا الفشل يزيد من الانقسامات داخل الساحة السياسية الدولية والأمريكية، ويؤثر سلبًا على السياسات الخارجية والعلاقات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة.
السؤال المحوري
هو: كيف وصلت الولايات المتحدة إلى هذا المأزق الذي يجعلها تواجه خيارات “أسوأ من بعضها”؟ الإجابة تتطلب فحصًا دقيقًا لتطورات السياسة الداخلية الأمريكية وتأثيراتها على مستوى السياسة العالمية. فمنذ انتخاب الرئيس بايدن وهزيمة ترامب، شهدت أمريكا والعالم توترًا بين محبي ومؤيدي الرئيسين.
زادت الخلافات بين قادة الحزبين، مما أدى إلى صراع سياسي امتد من الساحة الداخلية ووصل إلى عواصم بلدان العالم، مما أثر سلبًا على الاستقرار الاقتصادي العالمي. وتفاقمت هذه الصراعات بسبب الاستقطاب السياسي الحاد والانقسام المجتمعي العميق الذي بات يسيطر على الحياة السياسية الأمريكية.
تأثيرات السياسة الأمريكية على العالم
رغم الخلاف مع سياسات الرؤساء الأمريكيين، يظهر تأثير الرئيس الأمريكي بشكل ملحوظ على السياسات الدولية والاقتصاد العالمي. ويعتبر بعض المحللين الولايات المتحدة بمثابة رئيس مجلس إدارة العالم، واثبتت التجارب أن القرارات الصادرة من واشنطن تؤثر بشكل مباشر على السياسات العالمية.
ففي الشرق الأوسط، تراجعت الثقة في القيادة الأمريكية بسبب السياسات المتقلبة والتدخلات العسكرية المتكررة التي غالبًا ما تزيد من تعقيد الأوضاع. أما في أوروبا، فقد أدى التركيز الأمريكي على التحديات الداخلية إلى ترك فراغ في القيادة الدولية، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي للبحث عن تحالفات جديدة تعزز من استقلالية قراراتها.
دعوات لنظام عالمي متعدد الأقطاب
ظهرت دعوات عالمية لنظام عالمي متعدد الأقطاب يمنح الدول الأخرى دورًا أكبر في اتخاذ القرارات العالمية، وهو ما يمثل خيارًا مغريًا للعديد من الدول. هذا النهج يتطلب إصلاحات جذرية في النظام الدولي الحالي الذي يتسم بالهيمنة الأمريكية الشديدة.
الدول النامية تسعى لتغيير ميزان القوى، حيث تدعو إلى توزيع أكثر عدالة للسلطة والموارد. في آسيا، تسعى الصين وروسيا لتعزيز نفوذهما في المنظمات الدولية، مطالبين بإصلاحات تضمن تمثيلًا أفضل للدول النامية. في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، تتزايد الدعوات لإقامة تحالفات إقليمية قوية تمكن هذه القارات من الدفاع عن مصالحها على الساحة الدولية.
الحاجة لقيادة قوية
حتى نصل إلى عالم متعدد الأقطاب، نحن بحاجة ماسة إلى رئيس أمريكي يمكنه الاستجابة للتحديات العالمية وتقديم حلول حقيقية. وهذا يضع الولايات المتحدة في هذه اللحظة أمام موقف صعب، حيث يتساءل الكثيرون: هل هناك مخرج من هذا المأزق دون الاعتماد على الشخصيتين المرشحتين حاليًا؟
ولكن القيادة القوية تتطلب رؤية واضحة وإرادة سياسية حقيقية لمواجهة التحديات. وتحتاج الولايات المتحدة والعالم إلى رئيس قادر على توحيد المختلفين، والتواصل بفعالية مع الحلفاء، واتخاذ خطوات جريئة لإعادة بناء الثقة الدولية. هذا الرئيس يجب أن يكون قادرًا على معالجة القضايا الداخلية والخارجية ، و لديه القدرة على اتخاذ قرارات صعبة .
مستقبل الانتخابات الأمريكية
تبقى الأسئلة حول مستقبل الانتخابات الأمريكية ودورها في العالم، حيث يتعين على الجميع البحث بشكل جاد عن حلول تساهم في استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي. الحلول قد تشمل تعزيز الحوار السياسي بين الأحزاب، وإعادة النظر في النظام الانتخابي، وإصلاح السياسات الخارجية لتكون أكثر تعاونًا وتعددية.
الخاتمة
في النهاية، علينا جميعًا أن نتعلم من الأخطاء الماضية وأن نعمل معًا لبناء عالم أكثر عدالة واستقرارًا.
السؤال الأهم الآن: هل ستكون الولايات المتحدة قادرة على الاستفادة من هذا المأزق للخروج أقوى وأكثر استعدادًا لمواجهة المستقبل؟ الوقت وحده سيكشف الإجابة، لكن الأمل يبقى موجودًا في قدرة البشر على التكيف والابتكار والتغيير من أجل مستقبل أفضل.