أكد الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أن قرار وقف القس دوماديوس حبيب المعروف بـ”دوماديوس الراهب” لم يكن قرارًا منفردًا من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بل جاء بناءً على إجراءات راسخة من المجمع المقدس ولجنة مشكلة من الكنيسة.
أضاف جبرائيل أن الكاهن لم يمتثل لتحذيرات سابقة من الكنيسة وطرح مقتضيات الكهنوت جانبًا. جاء ذلك بعد زيارته لإيران واجتماعه مع أئمة الشيعة، مما يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين.
كما أوضح جبرائيل أن وقف الكاهن لم يكن بسبب تقديمه أضاحي للمسلمين، حيث تعبر الكنيسة دائمًا عن محبتها لشركاء الوطن من المسلمين.
زيارته الغامضة لإيران
أثارت زيارة القس دوماديوس حبيب إلى إيران دون إذن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جدلاً واسعاً. سافر دوماديوس لحضور مراسم عزاء الإمام الرضا في مدينة مشهد، وزار عددًا من القيادات الشيعية، بما في ذلك الشيخ عبد الله الجوادى الأملى، حيث قدم نفسه كممثل للكنيسة المصرية. هذه الخطوة أثارت حفيظة الكنيسة، إذ تعتبر هذه التصرفات مخالفة لتقاليد وقوانين الكنيسة، والتي تتطلب الحصول على إذن مسبق من الأسقف المختص.
محاولاته للتقرب من الشيعة وآل البيت
ظهر القس دوماديوس في فيديوهات يتغنى فيها بالحسين ويشبهه بالمسيح، قائلاً إنه ضحى بدمائه من أجل البشرية، مما وضع الأقباط والشيعة في كفة واحدة. كما أثنى على الشيعة واتباع آل البيت في مقطع مصور آخر، معبراً عن إعجابه بمشابهة بعض الطقوس الشيعية مع القبطية مثل التبرك بالأبواب أو المقدسات. هذه التصرفات أثارت استياء الكثيرين داخل الكنيسة وخارجها.
الأسباب الحقيقية وراء العقوبة
على الرغم من الشائعات التي تعزو العقوبة إلى زيارة دوماديوس لأضرحة أولياء الله الصالحين وسيدنا الحسين أو توزيع أضاحي العيد على المسلمين، أكدت الكنيسة أن هذه الأعمال ليست السبب وراء العقوبة. فالكنيسة القبطية تقوم بمثل هذه الأعمال كنوع من مد جسور الود مع أبناء الوطن. ولكن السبب الحقيقي وراء العقوبة يعود إلى محاولات القس الموقوف للتقرب من قيادات الشيعة وآل البيت في إيران.
تاريخ من التصرفات المثيرة للجدل
لم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها القس دوماديوس الجدل. فقد سبق وتم إيقافه في شهر أغسطس من عام 2023 لأسباب وُصفت بشكل غير مباشر للحفاظ على كرامة الكهنوت. وكان دوماديوس أول المعزين للشعب الإيراني في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، واصفاً إياه برئيس السلام الذي صنع سد الخير لتوصيل المياه بين بلاده وأذربيجان رغم الحروب العشائرية. هذا التصرف اعتبره البعض تطبيعًا مع إيران.
موقف الكنيسة القبطية
أوضحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيانها أن قرار وقف القس دوماديوس حبيب جاء بعد مراجعة دقيقة وتقييم شامل لتصرفاته وتعاليمه العقائدية والطقسية. وأكدت الكنيسة أن هذه الخطوة جاءت كتحذير أخير، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات تصعيدية تصل إلى شلحه من سلك الكهنوت في حال عدم الامتثال.
وقف الكاهن ليس قرارًا منفردًا
أضاف الدكتور نجيب جبرائيل أن وقف الكاهن دوماديوس لم يكن قرارًا منفردًا من البابا تواضروس، بل جاء وفقًا لإجراءات راسخة في المجمع المقدس ومن لجنة مشكلة منه. لم يمتثل القس لتحذيرات سابقة من الكنيسة، ولم يلتزم بمقتضيات الكهنوت. وأكد أن ذهاب الكاهن إلى إيران واجتماعه مع أئمة الشيعة يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين.
الإعلام وتسليط الضوء
استعرضت قناة الـ BBC مواقف القس دوماديوس المثيرة للجدل، والتي سعت لزيادة أعداد مشاهديه ومحاولاته للتودد لإيران والشيعة على مدار سنوات. واختتمت تقريرها بعرض مقطع له ينشد فيه تواشيح للإمام زين العابدين تحت عنوان “مناجاة المحبين”.
الخلاصة
تعكس القرارات الصارمة التي اتخذتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التزامها بالحفاظ على عقائدها وطقوسها، ومنع أي تجاوزات قد تؤدي إلى تأزيم الأوضاع مع الطوائف الأخرى. ورغم الشائعات، فإن الأسباب الحقيقية وراء القرار تعود إلى ممارسات القس التي اعتبرتها الكنيسة مخالفة للتقاليد والأعراف الكنسية. هذا القرار يمثل خطوة هامة للحفاظ على وحدة الكنيسة وسلامتها.