متابعات ـ هاني فريد
أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت بأن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين في اليمن، لم تتمكن من ردع هجمات الجماعة على السفن التجارية، ما يؤكد قدرتها على تشكيل تهديد مستدام.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إنه على الرغم من أشهر من الغارات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، لاتزال تشكل الجماعة تهديدا خطيرا ، مستفيدة من ترسانة من الأسلحة المتطورة بشكل متزايد لمهاجمة السفن التجارية.
وأضافت الصحيفة أنه في هذا الشهر فقط، أغرق المسلحون الحوثيون سفينة وأضرموا النار في أخرى كما أطلق المقاتلون، الذين يعملون على الأرض وفي الماء، أسراباً من الطائرات بدون طيار على السفن الحربية الأمريكية ونشروا قارباً يتم التحكم فيه عن بعد ومليئاً بالمتفجرات والتكتيكات والأسلحة التي يقول الخبراء إنها تابعة لإيران، راعية المجموعة.
ورأت الصحيفة أن التصعيد الأخير في نشاط الحوثيين يؤكد قدرة الجماعة في تشكيل تهديد مستدام، بالاعتماد جزئياً على التدفق المستمر للأسلحة والخبرة الإيرانية لمقاومة الضربات الأمريكية والبقاء في الهجوم. كما أثارت الجهود الأمريكية المتعثرة لوقف عمليات الحوثيين وحماية الشحن العالمي تدقيقًا من الكونجرس، حيث يقول المشرعون إنه لم يتم بذل ما يكفي لتحقيق الردع.
ونقلت الصحيفة عن جيرالد فيرستين، سفير الولايات المتحدة السابق لدى اليمن والذي يعمل الآن زميلاً بارزاً في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “إن قدرتهم على استبدال كل ما ندمره تمثل عائقا، كما أن قدرتنا على منع المواد القادمة إلى البلاد ضئيلة”.
وأضاف فيرستين: “لقد زادت قدراتهم بالتأكيد منذ أن بدأوا حملتهم، وطالما كان لديهم الحافز لمواصلة هذه الهجمات، فقد أثبتوا أن لديهم القدرة على القيام بذلك”.
وتابعت الصحيفة أنه لسنوات، تحايلت إيران على حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على اليمن، وأرسلت سراً أسلحة ومعدات عن طريق البر والبحر حيث تعلم الحوثيون أيضًا كيفية تعديل الأسلحة القديمة وتصنيع أسلحة جديدة، ليصبحوا أول مجموعة تستخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لضرب أهداف بحرية، وفقًا لكبار القادة العسكريين الأمريكيين.
ويقدر الخبراء أن الجماعة، التي يمثل قادتها أقلية شيعية في شمال اليمن وظهرت لأول مرة في التسعينيات، لديها قوة مقاتلة لا تقل عن 20 ألف فرد، بما في ذلك مزيج من القوات القبلية والقوات التي كانت موالية للحكومة في السابق.
وفي نوفمبر الماضي، بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل و حماس ، أعلن الحوثيون أنهم سيبدأون في مهاجمة السفن المرتبطة ب إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في غزة وتضمنت أولى ضرباتهم الرئيسية اختطاف سفينة شحن واحتجاز طاقمها.
ومنذ ذلك الحين، سجل البنتاجون أكثر من 190 هجومًا على السفن العسكرية الأمريكية أو السفن التجارية قبالة سواحل اليمن، بما في ذلك ما يقرب من 100 هجوم منذ بدء موجات الضربات الجوية الأمريكية في يناير الماضي.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي، إن ” الحوثيين سيستمرون في فهم أن هناك ثمنًا يجب دفعه مقابل الإضرار بالتجارة البحرية في المنطقة”، واصفًا الهجمات بأنها “غير مقبولة”.
ونشر البنتاجون مجموعة دورية من السفن الحربية في المنطقة في محاولة لإحباط تهديد الحوثيين، وأسقط طائرات بدون طيار فوق الممرات المائية، وضرب الصواريخ ومواقع الرادار في اليمن.
وتشمل الجهود حاملة طائرات، يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، والمدمرات والسفن الحربية الأخرى المنتشرة معها حيث تم نشر آيزنهاور في أكتوبر الماضي وتم تمديد مهمتها مرتين من قبل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حيث يعطي البنتاجون الأولوية للحفاظ على القوة النارية في المنطقة.
لكن المشرعين الجمهوريين، الذين يضغط بعضهم من أجل زيادة كبيرة في إنفاق البنتاجون في العام المقبل، اتهموا الإدارة الأمريكية بعدم الاستثمار في الأسلحة المتقدمة وتكنولوجيا المراقبة التي يقولون الآن إنها ضرورية للقتال.
وقال السيناتور مايك راوندز، عضو لجنتي المخابرات والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في مقابلة يوم الثلاثاء الماضي: “ببساطة ليس لدينا الإرادة السياسية لملاحقتهم”.
وعزا السيناتور مايك، ارتفاع هجمات الحوثيين إلى الموارد التي توجهها لهم إيران، فضلا عن “التكنولوجيا المحسنة التي جعلت أنظمتهم أكثر دقة”.
وكانت الإدارة الأمريكية قد ذكرت في مارس الماضي أنها توسع جهودها لاعتراض الأسلحة الإيرانية التي يتم تهريبها إلى اليمن بينما قال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة يوم الإثنين الماضي إنه يستهدف بالعقوبات العديد من الأفراد والكيانات المشاركة في شراء الأسلحة للحوثيين.
وقال السيناتور مارك كيلي (ديمقراطي من أريزونا) إن المدمرات البحرية الأمريكية ومجموعات حاملات الطائرات القتالية في المنطقة كانت “ناجحة إلى حد ما” في تعطيل الهجمات وإن القوات الأمريكية “أنفقت الكثير من الذخائر من أجل حماية الشحن”.
وأضاف كيلي، وهو من قدامى المحاربين في البحرية: “لكن إذا لم نحمي هذا الشحن، فسنشهد زيادة في مشاكل سلسلة التوريد، مشيرا إلى أنه راجع للتو معلومات استخباراتية سرية حول هذه القضية ولا يمكنه التعليق بالتفصيل على الجهود المبذولة لعرقلة شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين لكنه أقر بأن الحوثيين مستمرون في الحصول على أسلحة متقدمة من إيران.