تستعد «الكويت» لإزالة لافتة من أحد شوارع العاصمة، تحمل اسم مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها «حسن البنا»، على غرار عدد كبير من الشخصيات التى أطلقت أسماءها على شوارع الكويت على مدار عقود.
وأعلنت وزارة الأشغال وبلدية الكويت استبدال أسماء الشوارع التى تحمل أسماء لشخصيات ليست من رؤساء الدول بأرقام بديلة، لكن إخوان الكويت وأشياعهم من إخوان الشتات ركزوا على شارع حسن البنا دون غيره من الشوارع المقرر تغييرها. وحسب قرار مجلس الوزراء الكويتى، ستقتصر تسمية بعض الشوارع على السلاطين والملوك والحكام والأمراء ورؤساء الدول. وفيما يتعلق بالشوارع التى تحمل أسماء الدول والعواصم، سيتم التعامل معها وفقاً للمعاملة بالمثل. وترجمة القرار تغيير أسماء عديد من شوارعها من ضمنها شارع «حسن البنا»، مؤسس جماعة «الإخوان»، ليت مجلس الوزراء المصرى فى أول اجتماع له (بعد تشكيله) يطلع على قرار مجلس الوزراء الكويتى، ويتحلى بالشجاعة لتغيير أسماء الشوارع القاهرية التى تحمل أسماء لا محل لها من الإعراب الوطنى، دخيلة على الحالة المصرية، من مخلفات عصور قهر واستعباد سبقت.
معلوم هناك لجنة لمراجعة أسماء الشوارع فى القاهرة، وليت رئيس الوزراء (المكلف) الدكتور «مصطفى مدبولى » يطلب تقريرا بأعمال هذه اللجنة، ويراجع معاييرها فى تغيير واستبدال الأسماء، فلا تزال أسماء طغاة تاريخيين ومحتلين تحتل الشوارع، ولا يزال هناك إصرار عليها بحجة الشيوع والرضوخ للرغبة الشعبية فى بقاء هذه الأسماء (حقيقة ليس هناك قياسات علمية دقيقة لما يسمى الرغبة الشعبية). القاهرة ومثلها بقية المحافظات لا بد أن تحتفى فى لوحات شوارعها الزرقاء بأسماء النوابغ والأفذاذ والقادة التاريخيين، وقبلهم جميعا (الشهداء)، وتحت كل اسم تعريف بسيط بمنجزه الوطنى. مستوجب تنقية الذاكرة الشعبية من شوائب لحقت بها فى عصور الاستبداد، عجيب الصبر على بقاء أسماء ثبت تاريخيا تجبّرها على المصريين.. تخيل أسماء تعود للحملة الفرنسية، ومثلها لجنرالات الاحتلال الإنجليزى، ومثلها ومثلها لأغوات الاحتلال العثمانى، وهلم جرا.. وصولا لـ «قمبيز الثانى» ملك الأخمينيين (الفُرس) الذى استولى على مصر سنة 525 قبل الميلاد.
ناهيك عن الأسماء الشاذة والغريبة والسخيفة، بعض شوارع المحروسة محملة بأسماء ما أنزل بها من سلطان.
أتذكر حملة شعبية ناجحة لمحو اسم شارع «سليم الأول» بمنطقة الزيتون، وهو يحمل اسم أول مستعمر لمصر، ولكن لا يزال اسم «قرة بن شريك» فى الجيزة يخزق العيون، وهو من أمراء بنى أمية. تولى ولاية مصر سنة 90 هجرية وكتب عنه «ابن تغرى بردى» أنه «كان سيئ التدبير خبيثًا ظالمًا غشومًا فاسقًا». ولا يزال شارع «الخليفة المأمون» فى مصر الجديدة شائعا، وتقول موسوعة تاريخ البطاركة لـ «ساويرس بن المقفع»، إن الخليفة المأمون اشتهر بقمع الثورة المصرية التى عرفت آنذاك بـ «البشمور» خلال حكم الدولة العباسية. هذا على سبيل المثال لا الحصر، والسؤال: إلى متى سيظل الغزاة والطغاة يحتلون أسماء الشوارع فى مصر، فى إشارة دالة على استمرار تاريخ الغزو والطغيان؟!.