جحا شخصية خيالية من التراث الشعبي العربي وفي كثير من الثقافات القديمة، ونسبت شخصية جحا إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة. وفي الأدب العربي، نسب جحا إلى ” أبو الغصن دُجين الفزاري ” الذي عاصر الدولة الأموية. وهو أقدم شخصيات جحا وإليه تنسب النكات العربية فى معظمها ..
لماذا جحا الآن ، لأن الواقع فاق الخيال ، و جحا يوم قرر شراء ” الحمار ” لم يكن يدرى المخبوء تحت ألسنة الناس ، سلقته ألسنة حداد ، صار عجبة يتعجبون منها ..
القصة في الموروث الشعبي تقول :” في يومٍ من الأيام كان جحا وابنه يحزمون أمتعتهم استعداداً للسفر إلى المدينة المجاورة، فركبا على ظهر الحمار لكي يبدأوا رحلتهم، وفي الطريق مروا على قريةٍ صغيرة فأخذ الناس ينظرون إليهم بنظراتٍ غريبة ويقولون: “انظروا إلى هؤلاء القساة يركبون كلهما على ظهر الحمار ولا يرأفون به”!!
وعندما أوشكوا على الوصول إلى القرية الثانية نزل الابن من فوق الحمار وسار على قدميه لكي لا يقول عنهم أهل هذه القرية كما قيل لهم في القرية التي قبلها، فلما دخلوا القرية رآهم الناس فقالوا: “انظروا إلى هذا الأب الظالم يدع ابنه يسير على قدميه وهو يرتاح فوق حماره”!!
وعندما أوشكوا على الوصول إلى القرية التي بعدها نزل جحا من الحمار وقال لابنه اركب أنت فوق الحمار، وعندما دخلوا إلى القرية رآهم الناس فقالوا: “انظروا إلى هذا الابن العاق يترك أباه يمشي على الأرض وهو يرتاح فوق الحمار” !!
فغضب جحا من هذه المسألة وقرّر أن ينزل هو ابنه من فوق الحمار حتى لا يكون للناس سُلْطَةً عليهما، وعندما دخلوا إلى المدينة ورآهم أهل المدينة قالوا: “انظروا إلى هؤلاء الحمقى يسيرون على أقدامهم ويتعبون أنفسهم ويتركون الحمار خلفهم يسير لوحدة .. فلمّا وصلوا باعوا الحمار!!
**
قصة جحا والحمار بحذافيرها شغالة على ودنه فى المقاهي والحواري هذه الأيام، كل ما مشروع له ناقد والف ناقم، وكل تطوير له رافض والف رافض، وكله حسب فقه الاولويات، ويعاجلك الذى فى قلبه مرض، وأنا استفدت ايه، ويعتنق فكرة غبية بلاها تطوير وتعمير، خلينا قاعدين جنب الحيطة نندب حظنا الهباب؟!
جحا حط صباعه فى الشق، باع الحمار ، وعاش ماشيا على قدميه ، ناس لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رجب، تقوله صحة بقولك تعليم، تقوله طرق يقولك دواجن، تقوله بتلو يقولك ضاني .. والضاني غالي ؟!
تشق طرق .. ليه ما الطرق القديمة كانت زى الفل، تخفر أنفاق، وليه أنفاق ما الكبارى كانت عشرة على عشرة، ترفع كباري على عمدان نحو السماء ، ليه كده الكوبرى عالي ..
تخلي المقابر ، يقول الله يرحم الجميع ، اصلها من ريحة الحبايب، تبني مدن جديدة، وهي القديمة اشتكت ، تخصص ظهير صحراوى او زراعي ، يقولك ايه ياضهرى ، وسطى اتحش من ثقل الهموم ؟!
تقيم مجمعات صناعية رخام وبتروكيماويات وفوسفات وادوية واسمدة وغزل ونسيج، يفاجئك ، لازم نركز فى الزراعة، مصر دولة زراعية وطقسها معتدل ، حار جاف صيفا .. دافيء ممطر شتاء ، تقيم مزارع طماطم وخيار وبطاطس ، وصوب فواكه وخضار .. و مزارع شمس ورياح، طيب والفلاحين يشتغلوا إيه ؟!
تفتح مدارس فنية وجامعات تكنولوجية، يقولك لازم نركز في الذكاء الاصطناعي ، تحديث السوفت وير التعليمي ، تجتهد ابني مدارس لخفض الكثافات ، طيب والتابلت ، والوجبة ، تطبخ وجبة فيها حديد .. بعد تفكير عميق ، فعلا النحاس غالي .. الحكومة بتسترخص الحديد ؟!
تصفي مجمع الحديد والصلب بعد خسارة المليارات سنويا، يا داهية دقي، مشروعات القطاع العام الجميل ، تستثمر في الدلتا والصلب، طيب ليه ، والقطاع الخاص يشتغل في ايه، يقشر بصل ويدمع على انعدام المنافسة، طيب تفضل اشتغل، ينفع مصنع شيكولاته بالبندق، أو شيبسى شطة وليمون.. وكيك باظظ خالص ؟!
تخلي مدن الموتي (المدافن) التى احتلت قلب القاهرة، يترحموا على عضم التربة، تجلي سكان المناطق الخطرة وتسكنهم في مساكن آدمية، فى اسمرار وغيط العنف ، وتنقذهم من موت محقق، بقولك حقوق السكان الأصليين في كهوف المقطم ، تنشيء منتجع سياحي عالمي فى المقطم، ليه الاعتداء على الطبيعة البكر للجبل الذى نقله القديس؟!
تعيد رسم مثلث ماسبيرو على الخارطة السياحية، شرفة على النيل في اجمل بقعة على نيل القاهرة، وتعويض سكان العشش، طيب ليه، ومن غير ليه، وأنا استفدت ايه .. حقوق السكان الاصليين قبل مليارات المستثمرين ؟!
نطور حديقة الحيوان، ليه هي الحيوانات اشتكت، ولا الكوبرى الأثري خوخ، والجبلاية الأثرية أخبارها ايه، الله يرحمك يا خواجه جوستاف إيفل، تطوير بمليار جنيه، طيب والديون، والتعليم والصحة، بصحتك يامعلم ؟!
توسعة طريق مصر اسكندرية، ما الطريق القديم كان فل وعلى سنجة عشرة، حتى الاشارات كانت بترقص ليلا ، تحويل طريق العلمين مطروح إلى طريق دولي، ليه كده هوه فيه دول هتمشى عليه، تبني سلسلة ابراج العلمين، طيب وبرج القاهرة كان أولى، تطور برج القاهرة، اه قولى بقي ، مستثمر خليجي، إماراتي، فاهم الفولة، واعصر الليمونة، وكل الزيتونة، الله يرحمك يا عبد الناصر صاحب البرج ، على فكرة اسمه برج القاهرة وليس اسمه برج ناصر ؟!
وجزيرة الدهب، طبعا مستثمر خليجي، إمارتي تحديدا، ومجمع التحرير، ألحق التراث الأثري والمعماري والتاريخي، ماله ما المجمع حلو و مظلم وزى الفل، ومن علامات القاهرة التاريخية ، ديوان الدولة البيروقراطية العنيفة نعمله متحف الموظفين النجباء ؟!
وعلى سيرة المتاحف، ليه أكبر متحف، ومتحف الحضارة، هنقضيها متاحف ، فاكرين رحلة متحف التحرير ، طيب واخبار متحف الشمع ايه ، وحديقة الاسماك ، و المتحف الزراعي ، البلد مزدحمة بالمتاحف ، تعمل مطارات على يمين وشمال مطار القاهرة ، يقولك بس مطار سفنكس صغير سعة ٦ طيارات ، ويقفل ابوابه ليلا ؟!
وكمان خط سكة حديد بين السخنة والعلمين، ايه اللي جاب القلعة جنب البحر ، ليه كده، خط طيران كان أوفر، ومونوريل بخطين، طيب و المليون توك توك ، والربعاية والتمناية، والميكروباص، وكمان اوتوبيس ترددى وترددى ليه؟!
الخروج الي الصحراء في غرب غرب المنيا، بلاها غروب وشروق، طيب مدينة الدواء، لا الاستيراد ارخص حتى الدواء الاوروبي لذيذ مش مر علقم وفاعليته فياجرا خالص، مدينة الأثاث، ولا نوم ولا دمع، مدينة الجلود، جلدنا تسلخ، ومجرى العيون وفندق ٧ نجوم، ونصيب الغلابة، وروضة السيدة، الله يرحم أيام تل العقارب؟!
وتوشكي يااااه انت لسه فاكر دى ماتت وشبعت موت، والدلتا الجديدة، خلينا في الدلتا القديمة أحسن، والمثلث الذهبي، الذهب غالي خلينا في الرملة السودة، وإيه حكاية مجمع الرمال السوداء، هي الرمال دخلت مرحلة التصنيع، عبيها فى أجولة واشحنها على الصين، ومصنع الكوارتز، كده إفلاس فكر، وأين فقه الأولويات؟!
صوامع كمبيوترية لحفظ الغلال، والطيور تغدو خماصا، وحياة كريمة، والله كرمك زيادة، أكتر من كده افترا، وتكافل وكرامة، الأشية معدن وماشية حلاوة، وبطاقات التموين، حق مستحق، والعيش أبو شلن، كمان جت على الرغيف، لا تعض رغيفي؟!
و مسترال ورافال وغواصات ومدمرات، إياك هنحارب، وترسيم حدود، ومالها الحدود، مياه ربنا، وصندوق سيادي، كده كتير كفاية علينا أخبار الصناديق الشقيقة، وتوصيف أصول الدولة، ده من أصلك، والتعليم، مندبة، والصحة مشرحة، وعلاج فيروس سي، وزراعة الكبد، والعمليات العاجلة، وانقاذ الأرواح، يا روح ما بعدك روح، احييني النهارده وموتني بكره، بقولك فقه الأولويات، أفهم بقي أرجوك، كل عين قصدها صباع، هتقول بم على قلبك وزم، هتقول جمهورية جديدة، هقولك القديمة تحلي ولو كانت كحلة ..