في خطوة تثير الكثير من الجدل، قام الشيخ ترك بتبني العمل السينمائي “أولاد رزق 3″، وهو فيلم يهدف إلى إظهار شخصية البطل البلطجي الذي يتعاطى الخمور وينخرط في علاقات نسائية، مستخدماً حوارات وألفاظ تخدش الحياء العام.
هذا التوجه السينمائي يعكس تحولاً خطيراً في القيم والأخلاق التي يتم الترويج لها بين الشباب، ويثير تساؤلات حول الرسائل التي تحملها هذه الأعمال وتأثيرها على المجتمع. من المؤسف أن نرى هذه الظاهرة، حيث كانت السينما المصرية قديماً مرآة تعكس الثقافة الراقية والأخلاق النبيلة، ولكن ما نراه الآن هو محاولة لتشويه هذه الصورة الجميلة.
نموذج للعبث الفني
الفيلم يصور حياة بطل يتسم بالعنف والفجور، حيث يظهر كشخصية محبوبة على الرغم من سلوكياته السلبية. هذا النموذج الفني لا يساهم فقط في ترويج العنف والانحلال، بل يشوه صورة البطل الحقيقي الذي ينبغي أن يكون نموذجاً للفضيلة والأخلاق الحميدة. يتم تقديم شخصية تعتبر في نظر الشباب نموذجاً يُحتذى به، مما يخلق تناقضاً بين الواقع والمثال الذي يجب أن يُحتذى به.
بدلاً من تقديم قصص تلهم الشباب للقيام بأعمال إيجابية، يتم تقديم نماذج تعزز السلوكيات السلبية وتدفعهم نحو الانحراف. الأفلام يجب أن تكون وسيلة لتثقيف الشباب وإلهامهم للعمل على تحسين أنفسهم ومجتمعاتهم، ولكن مثل هذه الأعمال تساهم في تكوين صورة مشوهة عن النجاح والقوة، مما يضر بالنسيج الاجتماعي والقيم الأخلاقية.
ذكريات التراس أهلاوي
من المواقف التي لا يمكن نسيانها هو موقف التراس أهلاوي مع الشيخ ترك شخصياً. هذه الجماهير كانت دائماً نموذجاً للولاء والشجاعة والانتماء، لناديها .
مثل هذه المواقف تؤكد على القيم الحقيقية التي ينبغي أن تُبرز في الأعمال الفنية، بدلاً من ترويج البلطجة والانحلال. الفن يجب أن يعكس هذه القيم النبيلة وأن يعمل على تعزيزها في المجتمع، بدلاً من أن يكون أداة لتدميرها. إن تقديم نماذج من الشباب الذين يقفون بجانب القيم الحقيقية يعزز الشعور بالانتماء والولاء للوطن والمجتمع.
رحم الله القيم المصرية الجميلة
لا شك أن مصر تمتلك تاريخاً عريقاً من القيم والأخلاق والبطولات الحقيقية. رحم الله الزمن الجميل، حيث كانت الأعمال الفنية تعكس القيم الحقيقية وتساهم في بناء جيل يحمل الراية نحو مستقبل أفضل. إن تبني أعمال تروج للبلطجة والانحلال لا يخدم المجتمع، بل يضر بتماسكه وقيمه.