في تطور جديد يعكس التوترات الإقليمية المتصاعدة، أعلنت فصائل عراقية منضمة في «المقاومة الإسلامية» استعدادها للقتال إلى جانب «حزب الله» في لبنان في حال اندلاع حرب واسعة النطاق. يأتي هذا الإعلان استجابة لاستفسارات إيرانية حول الوضع المتأزم في لبنان.
تحذيرات وتحركات دبلوماسية
حذر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، من خطر اندلاع حرب في لبنان خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني بالإنابة، علي باقري كني. وصرّح حسين بأن أي تصعيد في لبنان قد تكون له عواقب وخيمة على الاستقرار في المنطقة.
استنهاض إيراني واستعدادات عراقية
أفادت شخصيتان من «الإطار التنسيقي» لصحيفة «الشرق الأوسط» بأن باقري كني، خلال زيارته لبغداد، أثار في الكواليس مع المسؤولين العراقيين قضية حرب محتملة تُخطط لها إسرائيل في جنوب لبنان، متسائلاً عن موقف العراقيين من هذا السيناريو. رد قائد فصيل عراقي قائلاً: «لقد وُجّهت إلينا أسئلة عن موقفنا لو اشتعلت جبهة لبنان أكثر. فقلنا: مستعدون (…) سنذهب إلى هناك».
تحفظات «حزب الله»
رغم أن قادة الفصائل أبلغوا «الحرس الثوري» الإيراني استعدادهم لدعم «حزب الله» اللبناني، إلا أن الأخير أبدى تحفظاته بشأن مشاركتهم في العمليات بلبنان. يأتي هذا التحفظ لعدة أسباب، منها التأكد من إمكانية اتخاذ القرارات الميدانية بصورة مستقلة والحفاظ على التوازن الحساس في الداخل اللبناني.
سيناريوهات محتملة
أشار مسؤول عراقي سابق إلى «السيناريو الأكثر تشاؤماً» في حال اندلاع حرب واسعة النطاق، حيث قد تلجأ إيران إلى تقسيم خريطة لبنان بين فصائل المقاومة على غرار النموذج السوري. هذا السيناريو يثير قلقاً كبيراً بشأن زيادة تعقيد الأزمة اللبنانية وإطالة أمد النزاع.
تداعيات إقليمية
يثير إعلان الفصائل العراقية استعدادها للقتال في لبنان تساؤلات حول مدى تأثير هذه التحركات على الوضع الإقليمي. يمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد عسكري قد يمتد ليشمل دولاً أخرى في المنطقة، مما يزيد من التوترات ويهدد استقرار المنطقة بأسرها.
خاتمة
في ظل هذه التحركات والاستعدادات، يبقى الوضع في لبنان هشاً ومعرضاً لتصعيد محتمل قد تكون له تداعيات واسعة على الساحة الإقليمية. تتطلب هذه التطورات متابعة دقيقة واستعداداً دولياً للتدخل في الوقت المناسب لمنع تفاقم الأزمة وضمان الاستقرار في المنطقة.