عيّرتنى بالشيب وهو وقار
ليتها عيَّرت بما هو عار..
أعلاه مطلع أغنية (موال) عراقية للفنان العراقى «ناظم الغزالى»، صدرت فى الخمسينيات من القرن العشرين، من كلمات الخليفة العباسى «المستنجد بالله»..
مهداة للمرشح الرئيس «جو بايدن»، تقويه، تصلب طوله فى مواجهة منافسه الشرس دونالد ترامب، وينصح بترجمتها إلى اللغات الحية ونشرها على منصة (X)، سيما البيت القائل: «إن تكن شابت الذوائب منى.. فالليالى تزيِّنها الأقمار»، باعتبار «بايدن» قمر ليالى انتخابات الرئاسة الأمريكية المظلمة!
تذكرت مطلع قصيدة «المستنجد» وأنا أطالع مرحلة «تلقيح الكلام» بين المرشحين العجوزين فى الانتخابات الأمريكية، مرحلة عنوانها «الحكى إلك يا كنة واسمعى يا جارة».. كلاهما يغمز فى جنب الآخر بطريقة «الكلام إلك يا أزعر».
بفيديو ساخر من «ترامب» مصحوبًا بتعليق «78 إنجازًا تاريخيًا لترامب»، يسخر المتحدث باسم حملة «بايدن» من «ترامب» ويلقح بالكلام: «باسم أمريكا، هديتنا المبكرة لعيد ميلادك الـ79، هى التأكد أنك لن تصبح رئيسًا أبدًا مجددًا».. وهات يا ضحك.. ضحك السنين!
ابتلينا بمرشحين، أحلاهما مُرٌّ، مرشحين عجوزين بلغ كلاهما من العمر عتيًا، أحدهما (ترامب) عجوز متصابى متعافى، ويلعب دور شجيع السيما فى هوليوود، والآخر نعسان يبحث عن مقعد يجلس عليه فى فضائه النفسانى، وكل ما يفتكر بوتين ينسى ماكرون..
الجمعة الماضى أتم ابن العم سام «دونالد ترامب» عامه الـ78، فرصة وسنحت للسخرية، الطريف أن بايدن (المولود 20 نوفمبر 1942) هو من أخرج لسانه لترامب متهكمًا: «عيد ميلاد 78 سعيد، نصيحة من رجل عجوز لآخر: العمر مجرد رقم»..
العمر لحظة، هل صحيح العمر مجرد رقم، خيال بايدن الهائم فى الملكوت يؤهله لذلك، ماذا تنتظر من عجوز بلغ من العمر أرذله، وهن العظم منه، لا يقوى على المضى قدمًا إلى الحمام، ويتعثر فى بنطلونه وهو يصعد درج عمره..
ظريف بايدن، ابن نكتة، لسان حاله، الحال من بعضه يا ترامب، «لا تعايرنى ولا أعايرك الهم (السن) طايلنى وطايلك»، لا تعايرنى بما هو فيك، بينى وبينك خطوة ونص، فحسب أربع سنوات.
ربنا فتح على بايدن بحكمة تقول: «العمر مجرد رقم»، هل يصدق هذا فى انتخابات ترسم مستقبل أمريكا فضلًا عن العالم، هل العمر يمكن تجنبه فى حسابات الرئاسة الأمريكية، والحسابات الصديقة، والأخرى المتربصة، هل تتقبله القواعد الشبابية الأمريكية، والقواعد الأمريكية المنتشرة على أهبة الاستعداد خارج الحدود؟!
ما يجرى هناك فى عاصمة العالم الحر (Washington، D.C) محض جنون مطبق، الناخب الأمريكى الشاب شابَ شعره، مقرر عليه الاختيار بين رئيس.. ورئيس، وكلاهما يعانى خرفًا ترصده الدوائر النفسانية المعنية، يعتورها قلق على مستقبل القطب الأمريكى فى أيادٍ مرتعشة بفعل داء الارتعاش (باركنسون)، فضلًا عن الخَرَف، وبدايات ألزهايمر..
الرئاسة الأمريكية فى الإنعاش، دخلت مرحلة الرجل المريض، حملة بايدن تكذب وتتجمل، وترسم مرشحها شابًا على طريقة طيب الذكر صلاح جاهين: «غمض عينيك وارقص بخفة ودلع/ الدنيا هى الشابة وانت الجدع/ تشوف رشاقة خطوتك تعبدك/ لكن انت لو بصيت لرجليك.. تقع!!».