حذر الكاتب الصحفي حمدي رزق في مقاله اليوم بالمصرى اليوم من خطورة غزو المتطرفين للكومباوندات السكنية في المدن الجديدة، مستندًا إلى منشور للواء عبد الحميد خيرت، رئيس المركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية، على فيسبوك.
نقل رزق في مقاله أن اللواء خيرت، المعروف بخبراته الواسعة في رصد وتفكيك الخلايا الإرهابية من خلال منصبه الأمني السابق، أشار إلى قضية خطيرة تثير القلق. وأوضح اللواء خيرت أنه تلقى اتصالًا من صديق مقيم في أحد الكمباوندات بمنطقة التجمع الخامس، يعبر عن قلقه من تغييرات سلوكية طرأت على ابنه، مثل إطلاق اللحية واستخدام ألفاظ دينية. وذكر الصديق أن الإدارة استجابت لطلب بعض السكان بتوفير شخص لإعطاء دروس دينية للأطفال، بحجة أن المدارس الناشونال والإنترناشيونال لا تولي اهتمامًا كافيًا لمادة الدين.
وأكد اللواء خيرت الذي شغل موقع وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقا، أن الشخص الذي تولى هذه المهمة غير معروف خلفيته الدينية أو مؤهلاته، ولم يتضح ما إذا كان حاصلًا على شهادة من الأزهر أو الأوقاف تتيح له ممارسة النشاط الدعوي أو إلقاء الدروس الدينية. ونصح خيرت بضرورة اجتماع جمعية عمومية لسكان الكمباوند لمطالبة الإدارة بمخاطبة مديرية الأوقاف لتعيين محفظ قرآن معتمد، يكون مسؤولًا عن تحفيظ القرآن للأطفال في مواعيد محددة، وتحت إشراف مديرية الأوقاف.
كما شدد على ضرورة إبلاغ مكتب الأمن الوطني بالتجمع الخامس للتحري عن هذا الشخص المجهول المصدر. وأضاف خيرت أنه أثناء جلسة مع بعض الأصدقاء، تحدث أحدهم عن واقعة مشابهة في كمباوند آخر، حيث فوجئ بعمال النظافة يقومون بتفريغ قاعة تقع أمام المسبح وتجهيزها لإقامة صلاة العيد، بناءً على قرار من بعض أعضاء الإدارة.
وعندما سأل مسؤول أمن الكمباوند عن هذا الأمر، أوضح له أن القرار صدر لتجميع سكان الكمباوند في مناسبة دينية. رفض اللواء خيرت هذا التبرير وأكد أنه لا يجب إقامة أي نشاط ديني داخل الكمباوند إلا بعد موافقة الأمن الوطني والأوقاف، مهددًا بإبلاغ الأمن الوطني إذا لم يتوقف هذا النشاط.
توضح هذه الحوادث مدى خطورة عدم التحقق من خلفية الأشخاص الذين يتم السماح لهم بتقديم دروس دينية داخل المجمعات السكنية، وأهمية التزام الإدارات بإجراءات صارمة لضمان عدم تسلل الأفكار المتطرفة إلى تلك المجتمعات.