يسعى رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، لإقناع حزب الله بضرورة تغيير موقفه من دعم رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، لتولي رئاسة الجمهورية. ومع ذلك، يبدو أن جهوده لم تثمر عن أي نتائج ملموسة حتى الآن. فبعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، بهدف التشاور حول مرشّح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي، بقيت الأمور على حالها.
موقف حزب الله
أكد النائب محمد رعد على موقف زعيم الحزب حسن نصرالله الذي يفضل فصل ملف الرئاسة عن الأحداث الجارية في غزة والجنوب. رغم ذلك، أبدى رعد استعداد الحزب للتشاور، مما يعكس رغبة في إيجاد توافقات سياسية. لكن حسب صحيفة الأخبار اللبنانية، انتهى حراك باسيل بلا نتائج فعلية، إذ أن موقف الثنائي حزب الله وحركة أمل لم يتغير، مع إدراك باسيل أن تحركاته الحالية تأتي في توقيت غير مناسب وسط الصراع القائم في جنوب لبنان.
باسيل والبحث عن دور مستقل
يرى المراقبون أن جبران باسيل يسعى لتكريس نفسه كجهة مستقلة عن المعارضة وعن حزب الله وحلفائه، بهدف أن يكون مقبولاً كمرشح توافقي في المستقبل. يستخدم باسيل ورقة المعارضة للضغط على حزب الله لتغيير موقفه من دعم سليمان فرنجية، وفي نفس الوقت يعزز من فرصه الرئاسية المحتملة.
باسيل وجنبلاط: لعبة التوازنات
يُعتقد أن باسيل يحاول أخذ مكان رئيس الحزب الوطني الاشتراكي السابق، وليد جنبلاط، في رسم علاقات متوازنة مع حزب الله ومعارضيه. خلال السنة الماضية، عبر باسيل عن رغبته في الانضمام إلى نادي المرشحين الرئاسيين، ملمحاً إلى استعداده للانفصال عن حليفه حزب الله، وهو ارتباط قائم منذ عهد ميشال عون.
موقف وليد جنبلاط
فجّر وليد جنبلاط بداية العام الجاري مفاجأة بإعلانه مساندة سليمان فرنجية مرشح الثنائي حركة أمل وحزب الله لرئاسة الجمهورية. برر جنبلاط موقفه بضرورة تجاوز حالة الجمود في منصب الرئاسة، والتي تسببت في تداعيات سلبية خاصة من الناحية الاقتصادية. جاءت تصريحات الزعيم الدرزي بعد سلسلة لقاءات إيجابية بين الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي النيابي من جهة وتيار وكتلة المردة من جهة أخرى.
حظوظ فرنجية والمعارضة
تبدو حظوظ سليمان فرنجية قوية نظراً للتحركات الأخيرة التي أعادت إحياء ترشيحه، بجانب تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وموقف جنبلاط بعدم ممانعة انتخابه. لكن فرنجية يواجه فيتو سعودي واعتراض قوى مسيحية مختلفة، خاصة من القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.
موقف البطريرك الماروني
أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه ناقش مع سفراء من دول لقاء باريس، وكذلك مع قوى لبنانية، عدة أسماء تتجاوز فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون. شدد الراعي على دعمه لترشيح شخصية لا تكون محسوبة على أي طرف داخلي أو محور خارجي، مما يضيف بعداً جديداً للمعادلة السياسية في لبنان.