يواصل المرشحون الستة للانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران، والمقررة في 28 يونيو، حملاتهم الدعائية بحماس متزايد. تتركز المنافسة الرئيسية بين رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، المعروف بخلفيته كطيار في الحرس الثوري والمدعوم من التيار الأصولي التقليدي، والدكتور الجراح مسعود بزشكيان، النائب الإصلاحي السابق، الذي يسعى لإعادة إحياء الأمل بين الناخبين الإصلاحيين.
منافسة محتدمة بين قاليباف وبزشكيان
تواجه قاليباف عقبات عدة، أبرزها تعدد مرشحي المعسكر المحافظ، حيث ينتمي أربعة من المرشحين الآخرين للتيار المحافظ. حذرت صحيفة “فرهيختجان” الإيرانية من أن هذه التعددية قد تحوّل الانتخابات إلى منافسة داخلية بين أجنحة الأصوليين، مما قد يصب في مصلحة المرشح الإصلاحي بزشكيان.
مسعود بزشكيان: الجراح الذي يسعى لإحداث التغيير
مسعود بزشكيان، المعروف بانتقاداته للسلطات، هو المرشح الإصلاحي الوحيد الذي تمت الموافقة على أهليته. يطمح بزشكيان إلى تكرار سيناريو انتخابات 1997، التي شهدت فوز الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. في كلمته عند تقديم ترشحه، أكد بزشكيان أن هدفه هو زيادة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، معربًا عن اعتقاده بأن الشعب مستاء من الوضع الحالي.
رحلة بزشكيان المهنية والسياسية
لم يكن بزشكيان معروفًا على نطاق واسع حتى عام 2001، عندما تم تعيينه وزيرًا للصحة في حكومة الرئيس خاتمي. برز بزشكيان كجراح متخصص في جراحة القلب، وشغل مناصب عدة منها رئيس مستشفى الشهيد مدني لأمراض القلب في تبريز. وفي البرلمان، ترقى ليصبح نائبًا لرئيس البرلمان، حيث اشتهر بمواقفه الجريئة وانتقاداته العلنية للسلطات.
مواقف بزشكيان: من انتقاد القمع إلى الدعوة للتسامح
عقب الانتخابات الرئاسية في عام 2009 والاحتجاجات التي تلتها، انتقد بزشكيان بشدة حملات القمع ضد المتظاهرين، داعيًا إلى التعامل بتسامح واحترام مع الشعب. كما أعرب عن رفضه لفرض الحجاب بالقوة، قائلاً إن السلوك القمعي يمكن أن يؤدي إلى نفور الشباب من الدين. خلال جلسات البرلمان، كان يدعو دائمًا إلى التسامح والتعاون الدولي، وكان من مؤيدي الاتفاق النووي الإيراني.
الجبهة الإصلاحية وتعويلها على بزشكيان
تعوّل الجبهة الإصلاحية على مرشحها لجذب نسبة أكبر من المشاركة، خاصة بعد عملية الإقصاء الواسعة في الانتخابات التشريعية في مارس 2024، التي عززت سيطرة التيار المحافظ على البرلمان. يسعى بزشكيان لتغيير الوضع الراهن، مستندًا إلى استياء اجتماعي وتدهور اقتصادي، مع إمكانية ضم شخصيات مثل محمد جواد ظريف إلى إدارته في حال فوزه.
آمال الإصلاحيين وتحديات الأصوليين
في ظل الانقسامات داخل التيار الأصولي، ترجح بعض الأوساط الإيرانية انسحاب بعض المرشحين في الأيام المقبلة لتجنب تفتيت الأصوات. من جانبها، تسعى الجبهة الإصلاحية لاستغلال هذه الفرصة لتعزيز مكانتها وتحقيق تغيير ملموس في السياسة الإيرانية.
خاتمة
مع اقتراب موعد الانتخابات، تظل المنافسة بين قاليباف وبزشكيان حامية. سيحدد الناخبون الإيرانيون مستقبلهم السياسي في هذا الاستحقاق الهام، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستسفر عنه نتائج هذه الانتخابات المبكرة.