انضمام مصر إلى مجموعة البريكس: دعم روسي واسع
أعرب السفير الروسي لدى مصر، جيورجي بوريسينكو، عن سعادة بلاده بانضمام مصر إلى مجموعة البريكس، مشيراً إلى أن روسيا، بصفتها رئيسة المجموعة لهذا العام، تقدم كافة أشكال الدعم للقاهرة من أجل مشاركتها الفعالة في الأنشطة المشتركة. يأتي هذا الانضمام في وقت تشهد فيه البريكس نمواً متزايداً في تأثيرها العالمي، حيث تسعى المجموعة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين أعضائها لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية وتعزيز التنمية المستدامة.
تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر
خلال كلمته في حفلة الاستقبال بمناسبة العيد الوطني الروسي التي أقيمت بمقر إقامته على ضفاف النيل بالقاهرة، أكد بوريسينكو على تطور العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر. وأشاد بمساعدة مصر في إجلاء المواطنين الروس من قطاع غزة، مما يعكس عمق التعاون الإنساني بين البلدين. كما أشار إلى إطلاق مشروع بناء المفاعل النووي الرابع لمحطة “الضبعة” النووية بواسطة “روسأتوم”، وهو المشروع الذي يعزز من مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الطاقة النووية السلمية في الشرق الأوسط.
التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين
أوضح السفير الروسي أن روسيا تزود مصر بالقمح والمنتجات الهامة الأخرى دون انقطاع، في وقت تواجه فيه الأسواق العالمية تحديات كبيرة في سلاسل الإمداد الغذائي. هذا التعاون الاقتصادي يساعد في تعزيز الأمن الغذائي في مصر ويعكس الثقة المتبادلة بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، يزور ملايين السياح الروس مصر سنوياً للاستمتاع بشواطئها الدافئة وآثارها التاريخية الغنية، مما يساهم في دعم قطاع السياحة المصري الذي يعد أحد أهم مصادر الدخل القومي للبلاد.
الدعم الدولي ومواجهة التحديات العالمية
وجه بوريسينكو الشكر للسفراء والدبلوماسيين على حضورهم الحفل، مشيراً إلى أن روسيا تمر بمرحلة حرجة في مواجهة التحديات العالمية، خصوصاً في ظل الضغوط والعقوبات التي تفرضها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة. وبيّن أن هذه العقوبات تهدف إلى “إلحاق الهزيمة الاستراتيجية” بروسيا، إلا أن الاقتصاد الروسي أثبت قدرته على الصمود، حيث أصبح أكبر اقتصاد في أوروبا وفقاً لتعادل القوة الشرائية واحتل المرتبة الرابعة عالمياً.
روسيا والنظام العالمي المتعدد الأقطاب
تحدث السفير الروسي عن التحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، متهماً الدول الغربية بمحاولة الحفاظ على هيمنتها العالمية بكل الوسائل الممكنة. وأوضح أن الدول الغربية على مدى قرون من السيطرة الاستعمارية اعتادت على الوضع التفضيلي، لكنها الآن تواجه تحدياً جديداً مع صعود قوى جديدة على الساحة الدولية. في هذا السياق، تسعى روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع دول مثل الصين والهند والبرازيل، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع دول البريكس الأخرى لتحقيق توازن عالمي أكثر عدالة.
الصمود الروسي في وجه الضغوط الغربية
استعرض بوريسينكو قوة الجيش الروسي ووحدة الشعب، مؤكداً أن الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الرئيس فلاديمير بوتين بأغلبية ساحقة دليل على ذلك. وشدد على تصميم روسيا على تحرير أراضيها المحتلة ومواجهة العدو على حدودها، موضحاً أن هذه السياسة تأتي في إطار حماية السيادة الروسية ومواجهة التهديدات الأمنية التي تستهدف استقرار البلاد. وأشار إلى أن روسيا تواصل تطوير بنيتها التحتية وتكنولوجياها، مما يجعل موسكو تتفوق على العديد من العواصم الغربية في هذه المجالات.
النفاق الغربي ودعم فلسطين
انتقد السفير الروسي الدعم الغربي لإسرائيل وما أسماه بـ “الوجه الحقيقي” للمعسكر الغربي في قطاع غزة، مشيراً إلى مقتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال الفلسطينيين نتيجة لهذا الدعم. واعتبر أن هذه الأحداث تعكس التناقض في سياسات الدول الغربية التي تتحدث عن حقوق الإنسان بينما تدعم العمليات العسكرية التي تؤدي إلى خسائر بشرية فادحة. وأكد بوريسينكو أن روسيا تدعم الحقوق الفلسطينية وتسعى إلى تحقيق العدالة في المنطقة من خلال مواقفها في المنظمات الدولية.
بريكس: نموذج للتفاعل البناء
أكد بوريسينكو أن معظم دول العالم سئمت من النفاق والضغوط الغربية وتسعى مثل روسيا إلى إنشاء نظام دولي أكثر توازناً وعدالة. وأشار إلى أن مجموعة البريكس تمثل نموذجاً للتفاعل البناء بين أقطاب النفوذ الجديدة، حيث يتعاون أعضاؤها في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية. وأوضح أن دول البريكس مستعدة للتعاون مع الجميع، بما في ذلك الدول الغربية، ولكن على قدم المساواة، مما يعزز من فرص تحقيق السلام والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي.
ختام الحفل: رسالة أمل وشراكة
في ختام كلمته، تمنى بوريسينكو لشركاء روسيا في مصر والدول الأخرى النجاح والرفاهية، معرباً عن ثقته في تجاوز كل المشاكل بالجهود المشتركة لجعل الحياة على كوكب الأرض أفضل. وأكد أن العلاقات الروسية المصرية ستظل نموذجاً للتعاون البناء والشراكة الاستراتيجية، مما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.